«المرتكزات الأساسية للتصميم والإخراج الفني» للباحثة والفنانة التشكيلية غادة العاملي قضية هامة ندر أن التفت إليه الباحثون. فالحديث عن التصميم والإخراج الفني للصحف والمجلات يأتي، غالباً، بصورة عابرة في سياق دراسات وكتب تتناول، بشكل رئيسي، مواضيع أخرى. انطلاقا من هذا الواقع، فإن كتاب العاملي يأتي ليسد فراغا في المكتبة العربية أولا، وهو من ناحية ثانية يقدم معلومات وافية للمتخصص في مجال الإخراج الصحافي بالدرجة الأولى، كما انه يقدم، في قالب يسير وسهل، معلومات للقارئ العادي تتمحور حول أسس الإخراج الصحافي، والشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي يعمل في هذا المجال، وابرز المدارس الإخراجية التي ظهرت في مجال الإخراج الصحافي.
المرض هو الجانب المظلم من الحياة. إنه مواطَنَة مرهقة وشاقة، فكل شخص ولد مواطناً في مملكة الأصحاء، وفي الوقت نفسه يُولد مواطناً أيضاً في مملكة المرضى. ومع أننا جميعاً نفضل أن نحمل جواز سفر مملكة العافية، فنحن مجبرون آجلاً أم عاجلاً على الأقل لفترةٍ من الزمن، أن نعد أنفسنا مواطنين في مملكة المرض. أري د أن أتكلم، ليس عن معنى الرحيل إلى مملكة المرض والعيش هناك، ولكن عن الأوهام العقابية أو العاطفية الملفقة عن المرض، وليس عن الانتقال مكانياً، بل عن نماذج لهذه الأوهام التي أخذت طابعاً أو صفاتٍ قومية. إن موضوعي ليس المرض نفسه، بل استعمالات المرض كاستعارة. موضوعي هو أن المرض ليس استعارة، وأن أصدق نظرةٍ إلى المرض، وأكثر الطرق صحةً في نظر الشخص المريض لمرضه، هي أن يتطهر منه، وأن يكون أشد الناس مقاومةً للتفكير البلاغي واستعمال الاستعارات. إلا أنه من الصعوبة بمكان النظر إلى السكن في مملكة المرض دون تحيُّزٍ، باستعمال الاستعارات التي وَصَفت المرض وصورته. إنني أكرس هذا التحقيق لشرح هذه الاستعارات وتفنيدها، وتحرير النظرة إلى المرض منها.
في لقاءات لاحقة فسر إبراهيم لمحمود صعوبة العيش منفياً بلا وثيقة ما. حدثه عن البواخر التجارية وعن البحر في دلمون حيث عمل هناك وعن أبناء وطنه غرباء نجارين وبنائين وعمالاً أجراء يسعون إلى تشييد سقف مالي فوق رؤوسهم. حدثه عما قرأه في مسرحية أوديب لسوفوقليس قال فيها كريون “ لم أولد وعندي الرغبة في أن أكون ملكاً بل ولدت وعندي الرغبة أن أعيش كذلك!” شغلت الفكرة ذهن إبراهيم مفكراً باغواءات التمَّاهي وتعامل الإنسان منذ خلق آدم و الآلهة والأديان ثم الحياة ما بعد الموت ولازم هذا التماهي الولاء له، الكفران به يساوي الزندقة. والآن تبدو لإبراهيم فكرة أن تعيش ملكاً أو كملك، لا بد من آثار تتركها في علاقات الإنسان بنفسه ومع الآخر والعالم ولم يستبعد تأثير ذلك في السياسة وهذه بدورها تطالب بولاءات وإغواءاتها متنوعة. داخل المقهى رائحة ظل بارد وأصوات غسيل للاستكانات والرصيف ساخن وفي الهواء رائحة غبار وأصوات أتوبيسات سطوحها حمراء لماعة في ضوء الشمس.
مؤسسة وموظفون وقصص وحكايا يلتقطها غائب طعمة، يزرعها بألوان الطيف، فتغدو للعين صوراً بألوان الحياة. ففي كل حكاية شجن وإحباط وأمل، حنين وشوق، وعواطف وإحساسات تلقي بظلالها على الأحداث فتعكس مدى مقدرة الإنسان على احتواء ظروفه، أقداره التي تجعل منه شيئاً أو لا شيء. بين الخارج والداخل، بين النفس والآخر ين سج غائب طعمة عالمه الروائي الذي يموج بالشخصيات، والحوارات في رواية بطلها الحقيقي والخفي الضمير.
ترتبط مواضيع الأشعار المُغنّاة اليوم في أعراس العالم العربي بتقاليد ضاربة في القدم ترقى إلى الحضارات الرافدينية خاصة، وإلى الحضارة الفرعونية, أيضاً تدفع تقاليد بلاد الشام والخليج ومصر العرْسيّة للتفكير أن طريقة الاحتفاء بالمعرِّسين ليست سوى نسخة حديثة لتقاليد الاحتفاء بالخصوبة االرافدينية خاصة، وأن العروس ليست سوى نسخة من عشتار القديمة المعروفة عبر نصوصها أو النصوص المرتلة لأجلها ولأجل خطيبها دمّوزي (تموز). الماء، التطهُّر والاستحمام شرط أساسي في التقاليد السابقة في المنطقة وفي الممارسات القائمة اليوم. هناك أصول رافدينية ومصرية عن شعائر الاستحمام العُرْسيّ والشعر الإيروتيكي المرتبط به. الحب هو مصدر هذه الأيروتيكا في النصوص الأدبية القديمة، قبل أي أمر آخر. الإيروس يتضمن الحنان كما خلص اليونانيون إلى الاستنتاج لاحقاً. هناك الكثير من النصوص الرافدينية التي تبرهن على ذلك. وهناك العديد من التمثيلات البصرية لهذا الحب الحنون بين ذكر وأنثى، ومنه تنطلق البداية الحقيقة لأي عرس حقيقيّ أو طقوسيّ في بلاد الرافدين، إذ لا معنى للوجود من دون هذا الحنان حسب الرواية الرافدينية على لسان سيدوري صاحبة الحانة التي تخاطب كلكامش "أما أنت يا جلجامش فاجعل كرشك مملوءاً، وكن فرحا مبتهجاً ليل نهار، وأقِم الأفراحَ في كل يوم من أيامك، وارقصْ والعبْ ليل نهار، واجعلْ ثيابك نظيفة زاهية، واغسلْ رأسك واستحم في الماء، ودلل الطفل الذي يمسك بيدك، وافرح الزوجة التي بين أحضانك، هذا هو نصيب البشر"
ملحمة جلجامش أول نص سردي/شعري في تاريخ الحضارات الإنسانية. وصار مركزاً دالّاً على المرحلة الأكدية، التي استطاعت إعادة انتاج الاساطير السومرية الخمس وجعلت منها نصاً ملحمياً جسّد الصراعات المحتدمة بين الانظمة الثقافية وخصوصاً نظام الام الكبرى والآلهة المؤنثة والنظام الذكري الذي توفرت له الشروط الموضوع ية والذاتية للصعود، وانهيار النظام الثقافي والديني للام الكبرى. لم يكن نص الملحمة منشغلاً بثنائية الحياة والموت مثلما هو شائع. لان هذه الموضوعة عرفتها كل الحضارات، بل تمركزت حول صراع النوع ولم ينسحب النظام الثقافي والديني للام الكبرى كليّاً بل ظل حاضراً عبر عقائده وطقوسه ورموزه، وارتحلت كلها الى النظام الثقافي الجديد الذي أضفى عليها خصائصها الثقافية. وتبدّى هذا اكثر وضوحاً مع الرموز الأمومية. هذه الدراسة بداية مشروع المعموري الخاص بالمسكوت عنه، صدر للمؤلف عن دار المدى ملحمة جلجامش والتوراة،وتقشير النص.
الفتاة البالغة من العمر 12 عاماً شغوفة بخطف لقطات سريعة من الحياة، من خلال آلة التصوير التي لا تكاد تتركها من يديها، "استريد سمارت" فتاة من نسج خيال الروائية الاسكتلندية "آلي سميث" وهي بطلة رواية "المصادفة".. "استريد" تبدو كأنها تجاوزت مرحلة عمرها، ففي حياتها المزيد من الأفكار النامية، الكم الكبير من التساؤلات المعقدة، والكم الأكبر من الأحاديث التي تجرها إلى فلسفة معقدة، "استريد سمارت" مع كاميرتها، والافلام الصورية الناطقة للأشياء التي تختزنها في شريط ذاكرتها ستخلق لنا حكاية طويلة لا تسهل أبداً على قارئها. من يقرأ رواية واحدة لآلي سميث يستطيع أن يميز أسلوبها المختلف عن أي كاتب آخر، فهى تطرح كماً كبيراً من المعلومات يحتاج معها القارئ لتركيز عال، ومزيد من الصمت، والعزلة عمّا يحيطه، والدخول بين سطور الرواية التي يجب ان تكون جزءاً من واقعه هو