"يملكون ولا يملكون" هي الرواية الثانية لهمنغواي التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة الأميركية بعد رواية "سيول الربيع" وكتبها في شكل متقطع بين 1935-1937 ونقّحها أثناء سفره وتنقلاته خلال الحرب الأهلية الإسبانية. تتحدث الرواية عن مكابدات ربّان بحري "هاري مورغان" الذي يعمل على قارب في تهريب البضائع بين كوبا وفلوريدا. تقدم الرواية هاري رجلاً خيّراً أرغمته ظروف اقتصادية قاسية للعمل في السوق السوداء. فيفقد يده وقاربه خلال عملية تهريب جرى فيها تبادل لإطلاق النار. تظهر في الرواية آثار مرحلة الكساد الكبير في فترة الثلاثينات بما فيها من الفقر والإنحلال اللذان يثقلان كواهل سكان "كي وست" الفقراء الذين يشار إليهم في الرواية بلقب (الكونكس)، وهذه الرواية متأثرة بسيناريوهات السينما فهي مغامرات بوليسية ومطاردات في بعض جوانبها. يظهر تأثير الفكر الماركسي على العمل جلياً إذ كان همنغواي يناصر الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية وقت كتابة الرواية.
تعد «يوتوبيا» أكثر أعمال توماس مور شهرة وذيوعاً كما تكاد تكون الأولى من سلسلة الأعمال الأدبية الفكرية التي تقدم صورة متكاملة لعالم مثالي، تختفي منه شرور عالم الواقع، وتتحقق فيه أحلام الإنسانية بالسعادة والكفاية والعدل، وذلك في قالب روائي جذاب. أما فكرة العالم المثالي أو الفردوس الأرضي أو اليوتوبيا كما صارت تسمى منذ صاغ توماس مور هذه الكلمة، ففكرة راودت خيال الإنسان من قديم الزمان وتناولها الفلاسفة والمفكرون وقدموا لها صوراً مختلفة اتخذت الطابع الديني أحياناً والطابع الفلسفي أحياناً أخرى، وصيغت في قالب الحوار تارة وفي قالب القصة الخيالية تارة أخرى. ومن أمثلة ذلك «جمهورية» أفلاطون وكتاب «السياسة» لأرسطو، «وآراء أهل المدينة الفاضلة» للفارابي، و«مدينة الشمس» لكامبانيللا أما ما يميز «يوتوبيا» عن تلك الأعمال السابقة لها فهو الشكل الأدبي الروائي الذي قدم به توماس مور عالمه المثالي من ناحية وارتباطها بعالم الواقع ومشاكله ارتباطاً وثيقاً من ناحية أخرى. أما من الناحية الأولى فلم يركن توماس مور إلى تقديم أفكار مجردة أو عرض نظري لما يجب أن تكون عليه الدولة المثلى، كما فعل أفلاطون في جمهوريته مثلاً، بل قدم صورة أدبية لجزيرة مثالية ادّعى أنها حقيقة واقعة صادفها الروائي أثناء رحلاته وتركت في نفسه أثراً قوياً، فنقل صورة مفصلة لها، وربط بينها وبين عالم الواقع عن طريق الموازنة وإبراز أوجه الشبه والخلاف، فأرسى مور بذلك قواعد الرواية اليوتوبية التي نعرفها اليوم في أعمال هـ. ج. ولز (H. G. Wells) وألدس هكسلي (Aldous Huxley)، وجورج أورويل (George Orwell) مثلاً، والتي تعتمد – في سبيل تقديم مضمون فكري اجتماعي أو سياسي – على التشويق والتجسيم والإيجاء بأن العالم الذي يصفه الكاتب عالم واقعي موجود بالفعل – وإن كان هذا العالم الجديد لا يمثل في جميع الأحوال العالم المثالي المرغوب فيه. بل على العكس من ذلك قد تتمثل فيه مساوئ عالم الواقع بشكل مفرط وذلك على سبيل التحذير والتبصير بما يهدّد الإنسانية من أخطار، كما هو الحال في «عالم جديد شجاع» (Brave New World) لألدس هكسلي أو «1984» لجورج أورويل مثلاً.
يكمل المترجم عمله في ترجمة يوليسيس بإكماله الحلقة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة مزودة بأكثر من ألفي هامش، وهو يقول بأن الشرك الحقيقي يكمن في الحلقة الخامسة عشرة، فهي في نظر الكثيرين من النقاد الجويسيين (جيمس جويس) أصعب الحلقات طرّاً؛ وبها تبدأ الرواية؛ كذا ظنّ بعض النقاد، ففيها حاكى جويس أكثر من دزينة من الأساليب النثرية بدأها بالمؤرخون اللاتين من أمثال سالسوت وتاسبتوس من دون أن يجعل محاكاته إنكليزية؛ ثم حاكى المؤرخين اللاتين في العصور الوسطى وجعلها تشبه نفسها، أي لا علاقة لها بالإنكليزية. لينتقل بعد ذلك إلى الأنكلوساكسونية، فالنثر الإنكليزي في العصور الوسطى، فأشهر الكتاب الإنكليز من مختلف العصور إلى جون رسكن، وتوماس كارلايل، مضيفاً بأن موثقة جويس اللغوية هنا احتوت اللغات؛ السنسكريتية والعبرية و"الغالية" والألمانية والفرنسية والأسبانية والكلمات المهجورة في العامية الإيرلندية والأمريكية والفرنسية وعامية شرقي لندن المعروفة بإسم "الكوكني، Cockney". بالإضافة إلى منحوتاته، حتى أنه صاغ من الحروف أصواتاً موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية، في الحلقة الخامسة عشرة، وهي أطول حلقة في الرواية، ينهض جويس بالعبقرية إلى تخوم جنونية ليس هناك أكثر حكمة وثقافة مثلها، في أي كتاب آخر... وكأن انفلت الذهن من عقاله، فلا فرق بين الرواية والمسرحية.
"ملحمة القرن العشرين" هذه كما سميت، في غاية الصعوبة، ومغاليقها مستغلقة لدرجة اليأس واﻹحباط وانقطاع النفس مرة بعد مرة، العزاء الوحيد أن القارئ اﻹنجليزي ليس أكثر حظًا. لتكن هذهِ الرواية- الاعجوبة امتحانًا لقدرتك على الصبر و الجلد، و اختبارًا لقدرتك على الاصغاء الكامل و بكافة الحواس، إنها مثل مرافبة نمو نبتة، عملية بطيئة بلا شك، أي أنكَ لا تستطيع أن تقرأها دفعة واحدة أو بدفعات كبار فتصاب بالتخمة، لا مفر من التعامل مع هذهِ الرواية على أنها مثل مركبات