إنّي أتردّد في أن أضع اسمًا لهذا الإحساس المجهول حيث يتملّكني الضّجر والعذوبة، أتردّد في أن أطلق عليه ذاك الاسم الجميل الوقور... اسم الحزن. إنّه إحساس من الشموليّة والأنانيّة حتّى إنّي أكاد أشعر بالخجل منه، ذلك أنّ الحزن كان يبدو لي دائمًا أمرًا جديرًا بالاحترام. لم أكن أعرفه... بخلاف الملل والحسرة وشيء يسير من النّدم. واليوم شيءٌ مّا يحتويني كالحرير، شيءٌ مُزْعِجٌ وعذبٌ، يفصلني عن الآخرين.» ولدت فرانسواز ساغان، اسمها الحقيقي فرانسواز كواراز، في كاجارك (لوت)، بدأت الكتابة سنة 1954، عندما نشرت روايتها الأولى صباح الخير أيها الحزن. أثارت هذه الرواية فضيحة حقيقية بمعالجتها لموضوع الجنسانية النسائية بأسلوب وقح ولاذع. فازت في السنة نفسها بجائزة النقد، لتصبح شعاراً لجيل ما بعد الحرب ولتدفع بكاتبتها إلى مقدمة المشهد الأدبي. أصدرت ساغان لحد اليوم حوالي ثلاثين رواية من بينها «هل تحب برامز...»، التي صدرت سنة 1963 من قِبَلِ أناطول ليتفاك، ثم رواية «السحب العجيبة» سنة 1973، «عاصفة ساكنة» سنة 1983، «المراوغون» سنة 1991، «المرآة الشاردة» سنة 1996. قاصة وكاتبة مسرحية، كتبت فرانسواز مجموعة من المسرحيات وسيرة ذاتية عن سارة برنار نشرت سنة 1987. ألفت هذه الشخصية الكبيرة المنتمية للمشهد الثقافي الفرنسي سيناريو «لاندر» لكلود شاربول. توفيت فرانسواز ساغان في 24 شتنبر سنة 2004 عن سن تناهز 69 سنة.
تعدّ موضوعة الثقافتين: العلمية والأدبية واحدة من الموضوعات الجوهرية التي ألقت بظلالها على مجمل التطور الإنسانيّ وبخاصة بعد عصر التنوير والأنسنة الأوربية، وتفاقمت مفاعيل هذه الموضوعة بعد عصر الثورة الصناعية (بأطوارها المختلفة) وتعاظم دور العلم وتمظهراته التقنية في الحياة البشرية وتغلغله في قلب السياسات الحكومية على مختلف الأصعدة. إنّ الحديث عن ثقافتين متمايزتين: ثقافة علمية وثقافة أدبية هو بعض حديث الزمن الذي مضى جارفاً معه الكثير من مخلّفات الأفكار المتكلّسة التي رسخت طويلاً في العقول، وممّا لاشكّ فيه أنّ الممارسات التعليمية والأعراف المجتمعية السائدة رسّخت كثيراً من تلك الأفكار عبر تقسيم التخصصات الثانوية المدرسية إلى فروع علمية وأدبية؛ بل مضى العقل المتكلّس لوسم الدراسات الأدبية بأنها خليقة بكلّ من أوتي حظاً كبيراً من القدرة على الحفظ واستظهار المعلومات!! وأنّ الدراسات العلمية مصمّمة لهؤلاء الذين يأنسون للفهم التحليلي والقدرة الرياضياتية المميزة. إنّ هذه المواضعات ماهي إلا أباطيل شائعة، وترى الدراسات الخاصة بسايكولوجيا الإبداع البشريّ أنّ الإبداع في كلّ أشكاله ينبع من منبع واحد هو الشغف، وأنّ التمايزات النوعية بين شكل الإبداع الموصوف بالأدبيّ بالمقارنة مع نظيره العلميّ ليست سوى أقنعة تخفي وراءها المنبع الذي يتدفّق منه الشغف والرغبة في إثراء المعرفة البشرية. المترجمة
انتقامًا من موت طِفلتي في العراق، أنجبتُ سبعة وعشرين طفلًا في إسبانيا وكولومبيا». بهذه العبارة يفتتح محسن الرملي روايته (أبناء وأحذية)، ويهديها «... إلى الذين بَعثرَت الأقدارُ أحلامَهم؛ فرمَّمُوها بأُخرى». حيث تحفل هذه الرواية بالتنوُّع الثَّريِّ في الشخصيات والأحداث والأماكن والمواقف والأفكار والعواطف، مُشيرةً إلى تشابُه ما هو إنسانيٌّ في العمق، على الرغم من الاختلاف في الثقافات. وتعيد طرح التساؤلات حول مواضيع إنسانية كبرى، والمفاهيم التي طالما أعادت الآدابُ الخالدة طَرْحَها في مختلف العصور: الخير والشر، الحب، الحلم، الحرية، القَدَر، الموت، الأخلاق، والعلاقات العائلية وأثرها في رسم مصائر الأشخاص. كل ذلك بأسلوب الرملي الذي وصفته صحيفة (الغارديان) العالمية بأنه «ينحو -أحيانًا- للتَّشَبُّه بتولستوي، في تركيزه على التفاعل بين الشخصيات خلال تدفُّق نهر الزمن (الذي يمرُّ من بينهم ومن حولهم)، وفي إحساسه بالحياة الفردية وعلاقتها بالمجتمع... محسن الرملي من نجوم الأدب العربي المعاصر». سبق وأن حَظِيَتْ أعمالُه باهتمام القُرَّاء والنُّقَّاد، شرقًا وغربًا، وتُرْجِمَتْ إلى عدَّة لغات، كرواياته: (الفَتيت المبعثَر) التي فازت ترجمتها الإنكليزية بجائزة أركنساس 2002، و(تَمْرُ الأصابع) و(حدائق الرئيس) اللتين تَرشَّحتا ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2010 و2013، ونالت الترجمة الإنكليزية لـ (حدائق الرئيس) جائزة القلم الدولي 2016. ورواية (ذئبة الحُبِّ والكُتب) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015
انصتوا إلى هزائمنا... خسرْنا. ليس لأنّنا لم نكنْ جديرين، ليس بسبب أخطائنا أو لنقصٍ في فطنتنا، لم نكن أكثرَ تعجرفاً أو جنوناً من الآخرين، غير أنّنا نعانق الهزيمةَ لأنّه ما من انتصارٍ والجنرالات الرافلةُ بالأوسمة، الطواطمُ التي تعبدها المجتمعاتُ بحماسة، يوافقون، ويعلمون بذلك منذ البداية، أوغلُوا بعيداً جداً، تاهُوا لمدّة أطولَ من أن يعود هناك مكانٌ للانتصار.» لقاء بمحض الصدفة يجمع عاصم (عميل الاستخبارات الفرنسيّة) ومريم (الآثاريّة العراقيّة)، في فندق في مدينة زوريخ السويسريّة، أو عند حافة الهاوية، إذ سرعان ما يتكشّف الوهن الذي يكتنف حياتهما. عاصم ينتابه السأم، ورغم نجاحه في جميع المهمّات التي أوكلت إليه يشعر بالهزيمة عميقة في داخله: «لماذا لا يكون هناك أبداً لحظات فرح خالص لا يعقبها شيء سوى حياة ترفل بالسلام نعيشها في دَعَةٍ؟». مريم تعمل على إنقاذ القطع الأثريّة في أكثر بقاع الأرض توتراً، حيث تستحكم الهمجيّة ويصعب تفادي الهزيمة. «لا يكتفون بمتحف الموصل. يتقدّمون، وفي كلّ مكان يمرّون فيه، يحطّمون التماثيل وينسفون الآثار... يتقدّمون... يمحون المواقع واحداً واحداً، النمرود، الحضر... بمطارق، بجرّافات...» ثمّ لا تلبث هذه السرديّة أن تتساير مع ثلاث سرديات أخرى تخرج من التاريخ (هنيبعل، أوليس غرانت، هيلا سيلاسي)، تجاور هذه السرديّات يمنح اللحظة الراهنة إمكانيّة التأمّل كما يشحن تجارب التاريخ بحرارة الراهن، ما يؤكّد على ترابط الأزمنة في صيرورة تعبر مثل نشيد ترجيديّ يتردّد صداه في مصائر البشر على خلاف أزمنتهم وأماكنهم. فما من حدود واضحة تفصل الانتصار عن الهزيمة، واللذين يخضعان في الغالب للصدفة، طالما لن تكون المحصّلة سوى موت وصدوع، ما يجعل الانتصار -أيّ انتصار- هشاً أو مرحلة من مراحل إنضاج الهزيمة التي لا فكاك منها أمام الذات، وأمام الزمن. وبالتالي يكون مبرّراً لنا التّساؤل إلى أيّة هزائم تهيئنا انتصاراتنا؟ وكيف يمكن أن نعانقها إذا بدا واضحاً زيف ما عداها؟ رواية مقلقة وقاتمة، مشغولة برهافة جارحة، وبنبرة ملحميّة غنائيّة عالية، تصدر عن تأمّل طويل وعميق في التاريخ البشري، حيث الفن والحب والشعر وكل ما تعرّف فيه الحضارة عن نفسها خير ما فيه. لوران غوديه (المولود سنة 1972 في باريس) واحد من أميز الكتّاب الفرنسيّين المعاصرين، يكتب المسرح والروايّة والقصّة القصيرة، نالت روايته «موت الملك تسونغور، 2002» جائزة غونكور للطلبة، إضافة إلى جائزة المكتبات سنة 2003، كما حازت روايته «شمس آل سكورتا» على جائزة غونكور سنة 2004، والتي تعدّ أرفع جائزة أدبيّة فرنسيّة
تأتي أهمية الكتاب لكونه يتناول أحد أهم الموضوعات الساخنة اليوم في العالم حيث تندلع الصراعات والاشتباكات بسبب مختلف المشكلات ذات الصلة بحقوق الجماعات العرقية بسبب الرغبة في الاستقلال أو على الأقل العمل على تأمين الحقوق الإنسانية والثقافية للأفراد المكونين لها. وتتجلى أهمية الكتاب أيضاً في تعقبه لأحدث البحوث ونتائج الدراسات الميدانية وما ترتب عليها من تطورات نظرية أجريت في عدد من بلدان العالم من قبل علماء وباحثين مختصين في مجال دراسات العرقية والدولة والهوية وتفاعلاتها المتداخلة كجزء مهم في ميدان علم الأنثروبولوجيا، أحد أكثر فروع الدراسات الاجتماعية تصاعداً في الشعبية اليوم وبخاصة في جامعات البلدان المتقدمة. هذه نسخة مترجمة محدّثة لكتاب «العرقية والقومية: وجهات نظر أنثروبولوجية» لعالم الأنثروبولوجيا النرويجي «توماس هايلاند إيركسن» (2010)، جامعة أوسلو. والكتاب من الكتب المستخدمة على نطاق واسع في أقسام الأنثروبولوجيا والأنثروبولوجيا الاجتماعية في عدد كبير من الجامعات الأوروبية. تأتي أهمية الكتاب لكونه يتناول أحد أهم الموضوعات الساخنة اليوم في العالم حيث تندلع الصراعات والاشتباكات بسبب مختلف المشكلات ذات الصلة بحقوق الجماعات العرقية بسبب الرغبة في الاستقلال أو على الأقل العمل على تأمين الحقوق الإنسانية والثقافية للأفراد المكونين لها. وتتجلى أهمية الكتاب أيضاً في تعقبه لأحدث البحوث ونتائج الدراسات الميدانية وما ترتب عليها من تطورات نظرية أجريت في عدد من بلدان العالم من قبل علماء وباحثين مختصين في مجال دراسات العرقية والدولة والهوية وتفاعلاتها المتداخلة كجزء مهم في ميدان علم الأنثروبولوجيا، أحد أكثر فروع الدراسات الاجتماعية تصاعداً في الشعبية اليوم وبخاصة في جامعات البلدان المتقدمة.
كيف تحدثُ علاقةُ عشق بين أستاذٍ في الأدب الإنجليزيّ وامرأة بائسة من الحوشة تحلبُ الأبقار وتنظِّف المراحيض؟ أيها القارئُ الكريم، أنت أمام روائيٍّ داهية، ورواية داهية. روايةٌ جسور تخوضُ في إشكالياتٍ كبرى مثل اللون والعنصريات والدين والسياسة والجنس. ببساطة مَن يتناول فنجان قهوة تناوله في الصباح مع مطا لعة الجريدة، تُحطّمُ الروايةُ أهراماتِ التابو تلك، دون رهبة ولا أقنعة ولا حسابات سياسية. تلك الخطوطُ الحمراءُ التي يرهبها الكتّابُ في بلادنا، فيتحلَّوْن بالتقيّة الرمزية والأسلوبية حين يقاربونها، خوفاً من رجال الدولة ومشايخ الدين الذين يتحسَّسون مسدساتِهم، كلما هَمَّ كاتبٌ أن يُشارفها. يغزلُ «فيليب روث» نسيجَه الروائيَّ بخيوط الثقافيّ والجماليّ والحكائيّ، على نحو تهكميّ فريد، يجعلك تلوكُ العَلكةَ المُرَّةَ وأنت تبتسم، فيما مرارتُها تسري نحو أعماقك. سوف تركضُ بين السطور وأنت تطاردُ تلك الوصمة البشرية التي تُخيفُ بطلَ الرواية طوال عمره محاولاً محوَها، حتى توصله إلى حتفه، بسلام. تُرى ما هي تلك الوصمة؟ الروايةُ تجاورُ بين اللغة المركبة المثقفة المتعالية، وبين اللغة الفجّة التي تقتربُ من الإباحية، حدَّ البذاءة، خاصة حين يأتي الكلامُ على لسان السوقة والرعاع من قاع المجتمع الأمريكي. هنا أعترفُ أن هذه الرواية قد أرهقتني كثيراً في الترجمة إلى العربية، بسبب ذلك المزيج اللغويّ المتنافر وطبقات الحديث المتباينة، والخلط بين الإنجليزية الرفيعة والدارجة الأمريكية السُّوقية. المعادلةُ الصعبة في الترجمة بعامة، هي محاولة تحقيق أكبر قدر من الأمانة في النقل، مع الحفاظ على آجرومية اللغة المستضيفة المنقول إليها النص، وهي العربية هنا، إضافة إلى احترام أسلوبية الكاتب. لأن الكاتبَ ، أيَّ كاتبٍ، هو بالأساس أسلوبٌ، وصوغٌ وتراكيبُ لغويةٌ، وليس فكراً ومضموناً وفلسفة، فقط. الحقُّ والخيرُ والجمالُ، من وراء القصد.
في هذه الزاوية المعتمة بترابها وغبرتها ، وعلى الكرسي الذي توقف اهتزازه ، بعدما صار يصدر صفرا متحشرجاً ، ثم متكسراً ليصبح متقطعاً وانتهى بتوقفه عن الحركة تماماً . شكله يبدو ككرسي هزاز ، لكنه ثابت كأنه تمثال صب من حجر صلد . . على هذا الكرسي ، يجلس كائن ، كان بشرياً في يوم ما ، يعلوه شعراً أجرد أو الحقيقة ، لا لون له ، يحيط وجهاً فقد ملامحه ، والعيون لاتدور في محجريها ، وكأن الاتجاهات تلاشت فيها ، أعلى أسفل ، يمين يسار ، تتجه النظرات الى الأمام فقط ، عبر الزجاج الذي لا يمرر كل الألوان إلا اللون المغبر أو اللالون . . يغطي هذا الكائن خرق لا تعرف بدايتها من نهايتها . . قطع قماش ، كأنها ملابس ، نامت بكسل على جسد لا يتحرك إلا نادراً وعند الضرورات ، تعيش كائنات صغيرة بين ثنايا هذه الخرق . . وتصالحت مع الجسد الساكن . فلم يزعجا بعضهما وعاشا كائن كان امرأة في يوم ما ، لها شعر أسود يتماوج خلال لمعانه اللون الأزرق ، عينان شهلاوتان وأنف دقيق وشفاه مدورة كأنهما قطعتي فاكهة ، أو بسكويت مدور محلي بلون زهري . . امرأة كان فيها الماضي والحاضر ، ولها صوت كأنه نغمة تتجدد في كل لحظة . . تتحرك بحيوية وحب ، فتتحرك حولها ومعها كل الكائنات . . امرأة ضم صدرها قلباً لم يتوقف عن الحب أبداً . . | الجسد الآن شبه ساكن ، لا فعل فيه . . وأحيانا نادرة تصدر منه بعض ردود الأفعال ، لكن الروح داخله ، تتلوى داخل قفص الجسد المترب ، ترتفع وتهبط ، تهرب الى اليمين لتسرع وتتجه الى الأعلى . أصوات عبر النافذة تنادي الروح الملتاعة ، تصرخ فيها منادية : بعثنا لك رسلاً تحيي العظام وهي رميم
ميخائيل شولوخوف ولد في 24 مايو 1905 وتوفي في 21 فبراير 1984. حصل شولوخوف على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1965. وأوّل كتاب نشره هو «حكايات الدون» 1926 وهو مجموعة قصص قصيرة. وفي عام 1925 بدأ روايته الشهيرة «الدون الهادئ»، وقد استغرق 12 عاماً في كتابتها. وقد اعتبرت كتابات شولوخوف النموذج الأمثل للواقعية الاشتراكية. كتب ميخائيل شولوخوف روايته الملحمية «أرضنا البكر» في ظروف صعبة للغاية بالنسبة له وللفلاحين في الاتحاد السوفيتي، ولاسيما في مناطق وسط روسيا على ضفاف الفولجا والدون. لقد أنجز شولوخوف كتابة «أرضنا البكر»، التي أراد فيها أن يصوّر محنة الفلاحين القوزاق في فترة فرض نظام الكولخوزات قسراً عليهم، وتحول الفلاحين إلى «موظفين» لا يهتمون البتة بالأرض التي كانوا يحلمون بأن تصبح ملكاً لهم. وهذا بالذات ما أدى الى انهيار الزراعة في العقود التالية لحد أن البلاد اضطرت لشرائها من الخارج بمليارات الدولارات سنوياً. وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عمل شولوخوف مراسلاً في الجبهة، وهناك تلقى نبأ مصرع أمه لدى قصف الطيران النازي لبيته. ومن ثم كتب «مصير إنسان» و«قاتلوا من أجل الوطن». وبعد ذلك توقف عن الكتابة تقريباً، ربما بسبب خيبة أمله من النظام ومن الأوضاع في البلاد عموماً. ويقال أنه أراد أن ينسى الهموم في مقارعة بنت الحان، وفارقته إلهة الشعر والإبداع.
إنَّ الخوف من الموت تُثبت مكانة إريكا يونغ الراسخة». - ذا غلوب أند ميل(كندا) «لقد اكتسبت [يونغ] إعجابي بصدقها، وحسّها الفكه، وشغفها...إنها ككاتبة ما زال لديها الكثير لتقوله». - ذا غارديان(بريطانيا) «إنَّ يونغ تومض، تتحرك برشاقة وهي مُضحكة جداً بالإضافة إلى كونها ذكيّة وحكيمة... لقد ابتكرتْ صوتاً في السرد حميماً ومباشراً بصورة خارقة، حتى يكاد المرء ينسى أنَّ هذا الأداء البارع والواثق هو عمل أدبيّ. إنَّ يونغ منارة تضيء لأجيال عديدة من القرّاء، وروايتها الأولى بعد مرور أكثر من عقد من الزمان سوف تعِدُ بالكثير من الإثارة». - بوكْليستْ(مراجعة تحمل نجوماً) «منذ البداية اندفعتْ يونغ إلى المقدِّمة، قائدة جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى حيث يخشى أنْ يطأ... حتى وهي في سبعينيات عمرها، تبقى يونغ المُغامِرة المتهوِّرة، الشهوانيّة، التي يمكن لجبناء العالم أنْ يتبوّلوا عليها، لكنها لا تنوي أنْ تدع هذا يوقفها ». - ذا أتلانتيك «إنَّ كتاب إريكا يونغ الخوف من الموت يتحدّى أفول الجنس». - ذا نيويورك تايمز «إنَّ أسلوب يونغ في الكتابة مُراوغ وجذّاب، تَكَدُّسُ المواضيع المُعقَّدة في قصةٍ سوف تجعل القرّاء يضحكون ويفكّرون» . RT - لمراجعة الكتب(أربع نجوم) «إنَّ رواية الخوف من الموت تدعم رواية يونغ الكلاسيكيّة الخوف من الطيران. في هذه الرواية الجذلة، المُثيرة جنسياً والحكيمة بخفّتها، تستكشف يونغ بعض الحقائق العميقة عن التقدُّم في السن، والعائلة، والحب، والزواج بعد سن الستين. هذه الرواية هي مزيج رائع، ممتع في قراءته من التسلية الحِكمة. لقد أحببتُها! ». - سوزان تشيفر، صاحبة الكتاب الرائج «العودة إلى المنزل قبل حلول الظلام
كان الصوت الذي يتصادى رجعه في داخلي قد انسحب إلى بعيد. لهذا السبب لم أستطع أن أكتب ولا كلمة واحدة خلال الأشهر المنصرمة. إذ بقيت طوال الوقت متسمِّراً هكذا، جالساً خلف الطاولة. وفي الحقيقة لم أعرف أي هراء أفعل. ثم خُيّل إليَّ أن صوتي كان يراقبني عن كثب. يتأمَّلُني. وقد أدرك أنني أنادي عليه بكلمات تكوّ نت من تلقاء نفسها إثر حركات بسيطة لا أدري كيف قمتُ بها. أخرجت قلم الحبر ذا اللون اللازورديّ من علبته. فتحت غطاءه ثم أخذت أسحب الحبر إلى داخله رويداً رويداً. رفعتُه إلى أعلى كي أتأكد إن كان خزّان الحبر قد امتلأ أم لا. بعد ذلك التفتُّ إلى دفتري الذي تركته مفتوحاً، وهو باقٍ على حاله هكذا منذ عدة أشهر. وجَّهتُ قلم الحبر باتجاه نصاعة ورقه، فتأكدت من امتلاء الخزان بالحبر. تماماً في تلك اللحظة رنّ تلفوني. فوضعت القلم جانباً وقمت من فوري. وبخطوات سريعة هرعت إلى الركن القصي من الصالة.
هذه الرواية تتناول الأفعال القاسية والظواهر الخارقة في التاريخ العام. تعود حوادث الرواية إلى القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر، إي إلى حقبة نشوء الدولة الروسية الحديثة، التي بدأت تُكتَبُ فيها الحوادث التاريخية بشكل موثوق. ومع ذلك، يتجاور الماضي والمستقبل في بنية النص ويتداخلان بشكل خفي: طوبولوجيا الوقت لا تتطابق مع التسلسل الزمني للحوادث. لا يضيع القديم في سياق الحوادث، بل يتداخل في الجديد. وسأُشَبِّه حركة الوقت بالدوامة. إنه التكرار، ولكنه على مستو جديد أعلى. أو، بصورة أدق، تجربة جديدة، ولكن ليس من صفحة فارغة. بل تحمل معها ذاكرة الماضي المُعاش. وهذه الرؤية لترتيب الأشياء تغيّر مكانة الإنسان في العالم، واتجاه الأفكار في الشخص. إذ يتقارب ديالكتيك هيجل مع تصوف رؤيا القديس يوحنا عن نهاية العالم في وعينا غير الواضح في فكرة واحدة لنهاية التاريخ، وأمل واحد في عودة الوقت الضائع كله إلى الأبدية. هذا النص هو بمثابة جسر بين العالم القديم والعالم المعاصر. إنه يعيد إلى الدورةِ الروحيةِ القيمَ الأبدية للقناعة المرتبطة بتعاليم القديس نيلوس الصُوري وشخصيته. ويدفع بصرنا الداخلي نحو نور الله، نحو البصيرة الصوفية والمتصوفين الروسيين. إنَّ مقاربة المؤلف لسر التصوف الروسي هو اطلاع للقارئ على المعنى الخفي للأرثوذكسية الروسية. وإنَّ تطرقه لها هو أعمق من أي كلمات. وقد ولَّدت إجابة في رأس السائل نفسه، لأن مَن يطرح السؤال غالباً ما يعرف الإجابة، برغم أنه لا يعترف بها دائماً لنفسه. فعندما يتخلص الشخص الذي يبحث عن ذاته من الفائض في نفسه، يتجلى له أهم شيء بوضوح أكبر: ألا وهو - صورة الله. إنه كتاب واضح وساطع، مثل أيقونة. أتمنى أن يكون ما قلته كافياً لإثارة اهتمام القارئ حتى يجد الوقت الملائم ويجهد نفسه في قراءة الأربعين صفحة الأولى على الأقل؛ ثم يُكمِلُ قراءة الصفحات الأربعمائة المتبقية من تلقاء نفسه، لأنه سيجد المتعة فيها. تمارا اليكسانوفا-ناقدة روسية
امرأة Una Donna تعتبرُ أوَّلَ رواية نسويَّة في إيطاليا. نُشرتْ في عام 1906 وكان لها أثرٌ كبير في تهشيم ثوابت كثيرة في الوعي الإيطالي حظيت الرّواية باهتمام عالمي وتُرجمتْ للغاتٍ عِدّة. كتبتُها سيبيلا أليرامو واسمُها الحقيقي رينا فاتشيو (1876 – 1960)، والتي تقول إنْها عاشت ثلاث حيوات. الأولى، كأمُ وزوجة، وسطّرت تفاصيلها في هذا الكتاب الثّْانية، تطوَّعتْ فيها لخدمة المعوزين في أحدِ ملاجئ روما، الثّالثة، وهي الثلاثون عاماً الأخيرة من حياتها والتي أمضتْها في الكتابة والعمل. عاشت سيبيلا خمسينَ عاماً بعد رواية امرأة. وواجهت العقَبات، وعايشتْ صراعاتٍ وحروباً، لكنّها تخطّتها جميعاً. حاولت الانتحار في لحظات ضعف، لكنّها استنتجت بعد موت زميلها تشيزاري بافيزي أنّها تهاب الموت: «أجل. أنا خائفة، والحريّة الوحيدة التي لا يمتلكها الشيوعي هي: الانتحار»، فآثرت العمل، وإلقاء المحاضرات، والسّفر، والكتابة حتّى آخر أيّام حياتها. ومع ذلك، لم يجلبُ لها أيُّ كتابٍ من كتبها الشُهرة التي حظيت بها بعد هذه الرّواية. المترجمة