في المقبرة المتهدّمة تجمَّعَ حول القبر عدد من زملائه السابقين في مجال الدعاية في نيويورك، وأعادوا إلى الذاكرة حيويته وإبداعه وأخبروا ابنته، نانسي، عن مدى سرورهم في العمل معه. وكان هناك أيضاً أناسٌ جاؤوا من ستارفيش بيتش، قرية مساكن التقاعُد على ساحل جرسي حيث كان يُقيم منذ عيد شُكر عام 2001 - العجوز ا لذي كان حتى عهدٍ قريب يُعطيه دروساً في الفن. وكان هناك ولداه، راندي ولوني، رجلان في منتصف العمر من زواجه الأول المضطرب، يُشبهان أمهما كثيراً، ونتيجة لذلك لم يجِدا فيه ما يستحق الثناء ووجدا الكثير مما هو شنيع وحضرا بدافع أداء الواجب لا أكثر. وأخوه الأكبر، هوي، وزوجة أخيه كانا حاضرَين، بعد أنْ وصلا بالطائرة في الليلة السابقة، وكانت هناك إحدى زوجاته الثلاث السابقات، الوسطى، والدة نانسي، فيبي، الممشوقة، الشديدة النحول ذات الشَّعر الأبيض، التي تتدلّى ذراعها اليُمنى بارتخاء إلى جانبها. وعندما سألتها نانسي إنْ كانت تريد أنْ تقول شيئاً، هزّتْ فيبي رأسها نفياً باستحياء لكنها مضتْ قُدُماً لتتكلَّم بصوتٍ ناعم. خرج منها الكلام مُبهماً ومُشتتاً: «ببساطة من الصعب التصديق. لا أستطيع أنْ أنسى مرآه وهو يقطع المرفأ سباحةً». ثم جاء دور نانسي، التي كانت قد قامت باستعدادات جنازة والدها واتصلتْ هاتفيّاً بأولئك الذين حضروا حتى لا يقتصر الحضور على أمها، وهي نفسها، وأخيها وزوجة أخيها. كان هناك شخص واحد لا صِلة له بالدعوة، إنها أثقل النساء وزناً ذات أشد الوجوه المستديرة سماحة والشَّعر المصبوغ باللون الأحمر التي ظهرت ببساطة في المقبرة وقدّمتْ نفسها باسم مورين، الممرضة الخاصة التي كانت تعتني به بعد أنْ أجرى عمليّة في قلبه قبل سنين خلتْ. وتذكّرها هوي وتقدَّمَ ليُقبّل وجنتها.
«كتابٌ غنيّ بالأفكار، سُطّرت حروفه ببراعة نادرة وبأسلوب متألق... يسبر أغوار علاقات إنسانية متداخلة، ويخاطب معاناة البشر في أفراحهم وأحزانهم ويتقصّى ذكرياتهم عن الماضي وتأثير كل ذلك على الحاضر ...» •لندن الحرة للصحافة «محاولة جريئة لتغطية رقعة واسعة من التاريخ المليء بالتفاصيل عن تجارب وجدانية ومادية ... أول رواية تكتبها المؤلفة وتنجح في أن تترك علامة بارزة على المشهد الأدبي ...» • برايري فاير «تكشف لنا الرواية الأولى لمادلين ثين التي كتبتها بأسلوب مقتدر عن هموم الناس وانشغالاتهم في فترة ما بعد الحرب والآمال التي يبحثون عنها، ومحاولاتهم التي تبدو قاصرة لفهم من يحبونهم ...» •مونتريال غازيت «رواية متأنية تشعرنا بهدوء كاتبتها، تزخر بشحنات من الأفكار التي تحفز القارئ على التأمل ...» • ناشنال بوست «عملٌ رائع يتجاوز في دقة صياغته ما بدأته مادلين ثين في مجموعتها القصصية (وصفات بسيطة)... رواية متعددة الحبكات مليئة بالمفاجآت... تستحق التوقف عندها، ولا يكاد المرء يصدق أنها أول رواية تكتبها كاتبة شابة ...» • مجلة فاست فورورد الأسبوعية. «عمل نثريّ صاغته يدُ فنانة ماهرة تُقتطع جزيئاته من رحم الأحزان ...»
برعتْ ثين في تدوين رواية على قدرٍ كبير من النضج والتعقيد، الفكاهة والجمال، رواية هي في آنٍ حميمة وسياسية بنحوٍ كبير، مدتْ جذورها في تفاصيل الحياة في الصين لكنها استثنائيةً في كونيتها. ومما يلفت القارئ والناقد الأدبي هو قوة الحبكة ومتانة الأسلوب ورقة الكلمات وشاعريتها بحيث إنّ المتلقي لا يكاد يلتقط أنفاسه وهو يلتهم صفحات هذه الرواية الأخاذة، فنرى الكاتبة تقفز من زمنٍ إلى زمن في لعبة سردية ذكية، إذ يتنقل الراوي بحرية بين الماضي والحاضر، تارةً للأمام، وطوراً للوراء. وخلال صفحات هذا الأثر الروائي المهم تُعرّفنا ثين على موسيقى بتهوفن وباخ وشوستاكوفيتش وكثير من الموسيقيين الغربيين، وعلى الإرث الأدبي والفكري والفني للكتاب والفلاسفة والرسامين والموسيقيين الصينيين منذ زمن السلالات الحاكمة والاحتلال الياباني وحتى يومنا الحاضر. نتعرّف على آلات موسيقية صينية لم نسمعْ عنها من قبل، ولا يفوت الكاتبة أن تصف لنا درجات السلالم وطرائق العزف والأحاسيس التي ترافق الاستماع للألحان والمؤَلفات الموسيقية؛ وهذا بالطبع لم يأتِ من الفراغ، على نحو ما يقول اليونانيون، بل من خلال دراسة عميقة، متخصصة، لأن كاتبتنا درست الموسيقى والباليه قبل شروعها بالكتابة الإبداعية. نعم، حازتْ ثين على شهادة البكالوريوس في الرقص المعاصر من «جامعة سيمون فريزر» قبل نيلها شهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية من «جامعة كولومبيا البريطانية»، بعد حصولها على منحة دراسية.
إنَّ الذين يجدون الدِينَ مُمِلّاً، أو لا حاجة إليه أو مُهيناً لن يروا في عنوان كتابي عائقاً. إنَّ هذا الكتاب ليس عن الله بل عن الأزمة التي نشأت عن اختفائه الواضح. والخوض في هذا الموضوع يبدأ بعصر التنوير وينتهي مع بروز الإسلام المتطرِّف وما يُسمّى بالحرب على الإرهاب. وأبدأ بإظهار نجاة الله من عقلانيّ ة القرن الثامن عشر، وأنتهي مع اختفائه المُفاجئ من عصرنا المُفترَض أنه بلا إيمان. والسرد الذي لجأتُ إليه، بالإضافة إلى أشياء أخرى، يتّصل بحقيقة أنَّ الإلحاد ليس سهلاً كما يبدو. لطالما كان الدِّين إحدى الوسائل القوية لتبرير السلطة السياسية. ولا شك في أنَّ من السُخف اختزاله إلى هذه الوظيفة. فإنْ كان قد قدَّم اعتذاراً جباناً إلى السلطة، فإنه أيضاً عمل بين حين وآخر عمل الشوكة في جنبها. لكنَّ الله لعبَ دوراً حيوياً في الحفاظ على السلطة السياسيّة بحيث إنَّ ضعف دوره في عصرٍ عِلمانيّ لا يمكن حتى لمَنْ لديهم أوهى إيمان به أنْ يُرحّبوا بذلك الضعف باتزان. ولذلك، بدءاً بفكر عصر التنوير وحتى الفن الحديث، تتولّى سلسلة كاملة من الظواهر مهمّة التزويد بأشكالٍ بديلة للتسامي، لتملأ الفجوة التي كان يشغلها الله سابقاً. إنَّ جزءاً من حجّتي هو أن أشد البدائل قُدرة كان الثقافة، بالمعنى الأوسع وليس الضيق للكلمة.
سليم بركات ، شاعر وروائي سوري، كردي، قويُّ البناء، فريدٌ، نسيج وحده في وصف النقد لأعماله. يُحسَبُ له أنه نَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصِّ لا ينفصل عن جسدها، حتى كأنَّ اللغة لم تَعُدْ وساطةً إلى السرد، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية. ويُحسَب له في الشعر أنه أبُ نفسه، مكَّنَ القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها. ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب. عنيد في نحته العبارةَ بلا خوف من المجازفات، وكل كتاب له، في الشعر والرواية، موسوعةٌ مختصرة. بركات من مواليد مدينة القامشلي، في الشمال السوري سنة 1951. انتقل إلى دمشق ملتحقاً بالجامعة دارساً للغة العربية سنة واحدة، قبل أن يغادر إلى بيروت في العام 1972، ومنها إلى قبرص سنة 1982، ثم إلى السويد في العام 1999 حيث يقيم. تمثل الرواية نصا ملحميا رائعا يسلط الضوء على قدر الشعب الكردي المأساوي، ولكن أيضا على أساطيره وتقاليده وبعض محطات تاريخه الحديث. ويسرد بركات في هذه الرواية قصة الشاب الكردي السوري "مم آزاد" الذي أرسله أبوه إلى قبرص لمقابلة شخصية غامضة وأسطورية تُعرف بـ"الرجل الكبير" وتبقى متوارية حتى نهاية النص. وبعد ست سنوات من الانتظار اليومي بعيدا عن داره وأهله، يفشل مم آزاد في أداء مهمته، فيقرر، تحت وقع خيبته وعبثية حضوره في نيقوسيا، وضع حد لحياته. لكن حين يفتح حقيبته لنشر محتوياتها على السرير وتجنيب مَن سيعثر على جثته مهمة التفتيش للتعرّف على هويته، ترتفع من الحقيبة ريشة رمادية في الهواء تبدّد رغبته في الانتحار، فتتداعى أمام عينيه ذكريات حياته في مدينة القامشلي السورية ومعها طُرف مثيرة حول عائلته وأساطير كردية كان والده يقصّها عليه.
سليم بركات ، شاعر وروائي سوري، كردي، قويُّ البناء، فريدٌ، نسيج وحده في وصف النقد لأعماله. يُحسَبُ له أنه نَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصِّ لا ينفصل عن جسدها، حتى كأنَّ اللغة لم تَعُدْ وساطةً إلى السرد، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية. ويُحسَب له في الشعر أنه أبُ نفسه، مكَّنَ القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها. ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب. عنيد في نحته العبارةَ بلا خوف من المجازفات، وكل كتاب له، في الشعر والرواية، موسوعةٌ مختصرة. بركات من مواليد مدينة القامشلي، في الشمال السوري سنة 1951. انتقل إلى دمشق ملتحقاً بالجامعة دارساً للغة العربية سنة واحدة، قبل أن يغادر إلى بيروت في العام 1972، ومنها إلى قبرص سنة 1982، ثم إلى السويد في العام 1999 حيث يقيم. -رواية تحكي حروب اليقين حيث لا أمل للموت أن ينجو من هرطقة المكان, عن عمله الروائي هذا يقول المؤلف : "لغات تتطاحن، ارث مذعور، حقيقة تتمادى، وجود يتمادى، يقين لا محتمل، زائرون يحملون اليك اختام العبث كله. ترجمان يصل الكلمات بالكلمات. تائها الى لغته. نداء ازلي كي يستغاث باليأس من الامل. شخوص مقيمون في الحكاية بلا ذكر, نساء,اسلحة, خوذ, حيل, علوم، ومتاهات الى علوم, اقدار كخزائن الثياب, كثير اخر يدعوك الى شراكته في هذه الرواية التي تحكي حروب اليقين، حيث لا امل للموت ان ينجو من هرطقة المكان
في عام 2004، عادت ذاكرة إيبان، صاحب العيادة البيطرية البسيطة في هافانا، الذي كان يحلم بأن يصبح كاتباً، إلى فصل من فصول حياته وقع له عام 1977 حين تعرّف إلى رجل غامض رآه يتنزّه عند شاطئ البحر برفقة كلبي صيد روسيين. جرت عدة لقاءات بينه وبين ذلك الرجل، الذي كان مطّلعاً على تفاصيل دقيقة عن رامون ميركادير، قاتل تروتسكي، كشف له فيها النقاب عن أسرار فريدة محورها شخصية القاتل. أعاد إيبان، بفضل تلك الاعترافات، بناء الخطوط التي سارت عليها حياة لييف دافيدوفيتش برونشتاين، أو تروتسكي، وحياة رامون ميركادير، الذي عُرف أيضاً بـ «جاك مورنارد»، وكيف تحوّل الاثنان إلى ضحيّة وجلّاد، في واحدة من أكثر جرائم القرن العشرين دلالة ووقعاً. لقد تشابكت حياتاهما بدءاً من المنفى الذي فُرض على تروتسكي عام 1929 ورحلته الشاقّة إلى المنفى، ومن طفولة ميركادير في برشلونه البرجوازية ومغامراته العاطفية ومعاناته أثناء الحرب الأهليّة أو بعدها، وهو في موسكو وباريس، قبل أن يلتقي الاثنان في المكسيك. تُكمّل القصتان إحداهما الأخرى حين يضيف إيبان إلى حياتيهما مجريات حياته الشخصيّة والفكريّة في هافانا المعاصرة وعلاقته المدمّرة بذلك «الرجل الذي كان يحب الكلاب»
يتحدث هذا الكتاب أو الرواية الصادرة حديثاً والمبنية على أحداث حقيقية لمؤلفة أفضل الكتب مبيعاً وفقاً للنيويورك تايمز، ديانا كليهاني، عن الأميرة ديانا وعن حادث السيارة الذي وقع لها عام 1997 والذي أدى إلى وفاتها المأساوية. بينما ينتظر العالم أخباراً عن مصير الأميرة ديانا بعد الحادث الذي سببه المصورون ا لمرتزقة تستيقظ ديانا من غيبوبتها لتكتشف أنّها نجت من الحطام ولكن وجهها المشهور الذي كان هدف كل الكاميرات في العالم تغيّر إلى الأبد. وبالاستناد إلى أحداث حقيقية أتت الرواية المتخيلة لحياة ديانا بعد الحادث أنيقة ونابضة بالحياة تجمع قصص الماضي وما سيحصل معها في المستقبل كأيقونة وحبيبة وأمّ الملك المستقبلي. عملت ديانا كليهاني، مؤلفة كتاب (ديانا: أسرار أناقتها)، كمُعلقة على أخبار العائلة الملكية لصالح محطة ال (سي. إن. إن.)وبرنامج (أكسيس هوليوود) و(سي. بي. إس. نيوز). كتبت عن المشاهير والثقافة العامة في مجلة فانيتي فير وفوربس وبيبل. عملت كمراسلة أمريكية لصالح مجلة بريتش هيرتيدج. تناولت في عمودها الأسبوعي (لانش) على موقع أدويك المشهد الإعلامي في مانهاتن. ساعدت في كتابة أفضل الكتب مبيعاً وفقاً لمجلة النيويورك تايمز ويحمل عنوان (أوبجكشن)، وحررت مجموعة (أحبك يا أمي) أفضل مجموعة مقالات وفقاً للنيويورك تايمز أيضاً
آه أيّها الولودون، يا إخوتي وأخواتي الصغار، أنتم بحقّ أقوى جيل وُجِدَ حتى اليوم. لكنَّ ذلك لم يُنقذكم. إنَّ الجيل الذي لم يثِق في أحد يتجاوز الثلاثين من العمر ويقترب من سن الخمسين بنسبة زيادة تبلغ سبعة وسبعين مليون في العام. لقد كتبتُ «الخوف من الخمسين» لأنني شعرتُ في أعماقي بأنَّ بلوغ الخمسين من العمر سوف يكون اختباراً صعباً بالنسبة إليّ وإلى الولودين. إنْ بلوغ سن الخمسين يعني أنك سوف تفعل ما لا يخطر على البال - أنْ تُصبح عجوزاً وغير متأثّر بالجديد- وهذا يُغيِّر كل شيء. أنا لستُ من الجيل الولود. أنا ابنة الحرب، وُلِدتُ قُبيل بدء الاجتياح السكاني الأعظم، لكنني عشتُ مع أشخاص من ذلك الجيل وتزوجت منهم - وأنا نفسي أنتمي قليلاً إلى ذلك الجيل: نرجسيّة، مهووسة بالجنس، وجرّتني الأبوّة إلى سن البلوغ وأنا أرفس وأصرخ. وفعلتُ العديد مما يفعله فرد من ذلك الجيل: تعاطي الماريغوانا (عندما كانت شيئاً جيداً)، سماع البيتلز، والمشاركة في مسيرات السلام والمظاهرات المناهضة لحرب فييتنام مع زملائي من سيتي كوليج في نيويورك (عندما كنتُ في الثالثة والعشرين وكانوا في الثامنة عشرة). أتذكّر أنني أتمدّد في جادة أمستردام مع مئات من الطلاب في أوائل ربيع عام 1970 احتجاجاً على مذبحة كينت ستيت، حيث قُتِل أربعة من الطلاب رمياً برصاص حرّس أوهايو الوطني في أثناء اشتراكهم في مظاهرة سِلميّة ضد اجتياح نيكسون لكمبوديا. وأتذكّر أنَّ الصوت الوحيد الذي صدر أتى من أضواء إشارات المرور وهي تنتقل من الأخضر إلى الأصفر إلى الأحمر