يروي هذا الكتاب قصة انسانية ومهنية لتجربة متفردة خاضتها مؤسسة اعلامية كبيرة ارادت من خلالها ان تنقل الاعلام من جهة الضحية امام الارهاب الى جهة الند الذي لا يضحي بمهنيته بسبب (الظروف السائدة) كما كان يتداول الجميع. هذا التحدي الذي وضع سلامة المراسلين في المرتبة الاعلى, كسبه الاعلام باعداد فريق يجيد ك ل فرد فيه القيام بمهمة فريق صحفي كامل من خلال برنامج تدريبي عرف بالصحفي الشامل, الجزء المتبقي من قصة النجاح هذه التي اوصلت (العربية) في العراق الى مناطق لم يصلها اي اعلامي من قبل (بالمعنى الحرفي للعبارة) كان وراء نجاحه المراسلون انفسهم وشجاعتهم النادرة, (المراسلون الجريئون) قصة تجربة طويلة اختلط فيها الشخصي بالمهني وبأشياء اخرى كثيرة يعرض الكتاب تفاصيلها الدقيقة. نوفل الجنابي: كاتب صحفي يعمل في قناة (العربية) منتجا للمهمات الخاصة والبرامج الافلام الوثائقية ويتولى في الوقت نفسه مسؤولية الملف العراقي في القناة, له حول العراق ومناطق اخرى في العالم سلسلة وثائقيات تعرضها (العربية) منذ عام 2004 منذ ان غادر العراق في نهاية السبعينيات, عمل مع وفي صحف ومجلات كثيرة وأقام في دول عدة عربية وغير عربية. جمال بنجويني: مصور من مدينة السليمانية في كردستان العراق درس في معهد التصوير الفوتوغرافي في استراليا, نشرت صوره الصحفية في كبرى الصحف والمواقع الالكترونية العالمية, نيويورك تايمز, الغارديان, فايننشال تايمز, شيكاغو تربيوت, ياهو نيوز, وعمل أشهر مع وكالات الانباء في العالم.
"بغداد السبعينات" سيرة أدبية يخطها الشاعر العراقي هاشم شفيق واحد من أهم شعراء جيل السبعينات العراقي، الجيل الشعري الذي أحدث إنفلاتات شعرية اتسمت بالحداثة والتجديد على مرّ السنين، ومن الذين تمكن وشعراء غيره من الإفلات من قبضة تسلط المؤسسة الثقافية التي كانت تديرها ثلة من أدباء السلطة وليبدأ شوطه الجديد في عالم الترحال والإستقرار بمدن وعواصم عربية وعالمية، ولكن هذا كله لم ينسهِ عالم الشعر والمقاهي والحانات في "بغداد السبعينات"، فكان هذا الكتاب بمثابة تسجيل لمرحلة عاشها الشاعر، تشكل مضمون تجربته الأدبية بين رفاق الدرب ورفاق الشعر، مستذكراً الأماكن والزوايا والروائح والطبائع والعادات والوجوه والمقاهي. يقول المؤلف في ثنايا عمله: "جيلنا تحديداً، كان يرتاد أكثر من مقهى ولكنه كان يديم التردد على اثنين هما مقهى "البرلمان" ومقهى "المقعّدين". إلى مقهى "البرلمان" كان يأتي الكل، بقايا من جيل الخمسينات غير المشهورين، لفيف من جيل الستينات، بينهم القاص والروائي والصحافي والشاعر. وجيلنا المتنوع في اتجاهاته الأدبية والفنية فهناك الرسام والنحات والممثل والمخرج والقاص والناقد والصحافي، والإذاعي، والتلفزيوني، والسينمائي. جيل متعدد المواهب. وكان جلّه يميل إلى كفة اليسار واليسار الجديد (...). كان جيلنا مخضرماً، عاصر جلّ الأجيال الذهبية التي سبقته (...) اكتسب جيلنا حساً نقدياً، وامتلك رؤية جمالية إنسانية، وعدة معرفية ومفاهيم حداثية جديدة مكنته من المواصلة وتحدّي القيم الماضوية والأفكار السلفية والتصورات الفاشية للفن والأدب والحياة وللطبقات الإجتماعية على نحو عام". ومن أعلام هذا الجيل سوف يحضر في هذه السيرة أدونيس وصلاح عبد الصبور وسعدي يوسف ويوسف الخال ومحمد الماغوط وفوزي كريم وسامي عبد الجبار وزاهر الجيزاني وخليل الأسدي وآخرون كتب عنهم هاشم شفيق عبر رحلته بين باريس وبودابست وبرلين وبراغ بطيبته العراقية وقلمه الحزين على الوطن وأهله.
قال لي الحسن البصري: تعال أقم في بيتي, هنا في هذي البلدة بين النخل والبحر تعلم الزهد وانتظر الرؤيا. ولا تفزع إذا اختطفتك واحدة من حسان الجن وغيبتك في مدائنهم. فسيعود بك الباز وقد صرت كل جمال غاب.
"يملكون ولا يملكون" هي الرواية الثانية لهمنغواي التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة الأميركية بعد رواية "سيول الربيع" وكتبها في شكل متقطع بين 1935-1937 ونقّحها أثناء سفره وتنقلاته خلال الحرب الأهلية الإسبانية. تتحدث الرواية عن مكابدات ربّان بحري "هاري مورغان" الذي يعمل على قارب في تهريب البضائع بين كوبا وفلوريدا. تقدم الرواية هاري رجلاً خيّراً أرغمته ظروف اقتصادية قاسية للعمل في السوق السوداء. فيفقد يده وقاربه خلال عملية تهريب جرى فيها تبادل لإطلاق النار. تظهر في الرواية آثار مرحلة الكساد الكبير في فترة الثلاثينات بما فيها من الفقر والإنحلال اللذان يثقلان كواهل سكان "كي وست" الفقراء الذين يشار إليهم في الرواية بلقب (الكونكس)، وهذه الرواية متأثرة بسيناريوهات السينما فهي مغامرات بوليسية ومطاردات في بعض جوانبها. يظهر تأثير الفكر الماركسي على العمل جلياً إذ كان همنغواي يناصر الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية وقت كتابة الرواية.
رواية من الروايات التي يصعب على الإنسان قراءتها، دون الإنغماس فيها ودون الإحساس مع أبطالها، ويصعب على الإنسان أيضاً أن يتساءل لماذا جُعلت واحدة من روائع الأدب الأميركي. "ويليام فوكنر" رابح جائزة نوبل للآداب، قالت النقاد فيه ما لم تقله بكاتب أميركي آخر؛ خلال ستة أسابيع من صيف عام 1929، كتب المؤلف روايته هذه التي تهز المشاعر والأحاسيس، هي رواية جمعت بين البساطة والتألق، بحيث اعتبرها النقاد من روائع الأدب العالمي. عبر "ويليام فوكنر" في روايته هذه عن أحاسيس المجتمع الأميركي وموقفه من الموت، فإذ بنا نرى أناساً يرهبونه وآخرين يقفون حيارى أمامه، إنما ما من أحدٍ وقف هازئاً ضاحكاً. إنها رواية تُقرأ من الصفحة الأولى حتى نهايتها ولا يمل منها.
تقف رواية تورغينيف (الآباء والبنون ) التي أهداها إلى ذكرى بيلنسكي والتي حققت له شهرة عالمية ، في طليعة هذا الأدب، إذ أنه في الواقع كتب رواية فكرية بحتة في إطار ممتع وفني جميل . وتعتبر اليوم أقوى آثاره و أروعها .وقد ترجمت إلى عدة لغات .
هنا محنة الإنسان المعاصر محنة مبدع تهيمن عليه فكرة الزوال ولا يعنيه ابداع، على ان ينجو من قدره المحتوم.. بطل الرواية رسام يعشق الحياة ومباهجها وتسكنه فكرة الميلاد والموت. ان هيسه المفتون بالأسماء الغريبة يقدم لنا كلنكسر هذه المرة بشخصية المفتون بسحر الشرق
الكتاب عبارة عن نص كتبه غوتييه في عمل أساسي عام 1848 تضمن مقالات و كتابات ثقافية و تشكيلية ، بيد أنه لم يُنشر إلا في عام 1856 ، و هو يتعلق بالرسام الفرنسي المنسي و المجهول قليلا" بول شينافار ، و هو رسام يُعد واحدا" من أهم الشخصيات الثقافية في القرن التاسع عشر ، على الرغم من كونه معروفا" من خلال ثقاف ته الموسوعية و سمعته ، كمتحدث بارع أكثر من صيت نتاجه الفني ، و ربما إن هنالك ظروفا" ، حالت دون إشتهار أعماله الفنية ، و هي ظروف لم تغب عن إشارة الكتاب إليها . العنوان وحده مشروع كامل ، لأنه يتعلق من جهة بفهم الحداثة في أوروبا ، الممنوحة شتى الظلال في سياق تأريخي متقدم ، وفي إطار ثقافي على دراية بالمصطلحات التي يستخدمها ، و يتعلق من جهة أخرى بالتضبيب المرافق لمفردة الحداثة عربيا" و ارتباطها الواعي و اللاواعي بالتحديث الشكلاني و التقني ، ثم عدم اتساقها مع تطور تأريخي مماثل أو سياق مفهومي صارم
الإسكافية العجيبة La zapatera prodigiosa مسرحية كُتبت بين 1926 و 1930 وعرضت لأول مرة عام 1930 في مدريد، وتحكي قصة علاقة مضطربة بين زوجين حيث يكون الزوج أكبر سناً من زوجته بثمانية عشر عاماً. ترفض الزوجة حياتها وتحلم بحياة أفضل فتبدأ بمضايقة زوجها لدفعه إلى تركها وتحاول تغيير حياتها. تحوي المسرحية قصيدة يلقيها الزوج متنكراً بزي محرك الدمى. تشكل القصيدة صيغة مختصرة للمسرحية. قامت بعرض المسرحية عدد من المسارح العربية فعُرضت في مصر كما عرضت في فيدريكو غارسيا لوركا وهو شاعر إسباني متميز قتله الحرس الأسود الفاشي وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في غرناطة أوائل الحرب الأهلية (1936-1939). ويرى النقّاد أنه بالرغم من أن لوركا لم يكن "مناضلاً سياسياً" إلا أنه بلا شك "ثوري" بكل ما تعني الكلمة، لكن ثورته كانت "أدبية"، وكان الرجل عبقرياً في أدبه بالقدر نفسه الذي كان فيه عبقرياً في إبداع الطرق المختلفة للوصول بهذا الأدب والفن بشكل عام إلى الفقراء، فاستحق لوركا من جمهوره لقب "الشهيد" ... بعد مصرعه وُصف لوركا بأنه أجمل قتيل على الأرض الإسبانية، وقد اختير كأحد أهم الأدباء في القرن العشرين. كان يقول "أريد أن أنام نوم التفاح، وأن أبتعد عن جلبة المقابر، أريد أن أنام رقاد ذاك الطفل، الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر".
يكمل المترجم عمله في ترجمة يوليسيس بإكماله الحلقة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة مزودة بأكثر من ألفي هامش، وهو يقول بأن الشرك الحقيقي يكمن في الحلقة الخامسة عشرة، فهي في نظر الكثيرين من النقاد الجويسيين (جيمس جويس) أصعب الحلقات طرّاً؛ وبها تبدأ الرواية؛ كذا ظنّ بعض النقاد، ففيها حاكى جويس أكثر من دزينة من الأساليب النثرية بدأها بالمؤرخون اللاتين من أمثال سالسوت وتاسبتوس من دون أن يجعل محاكاته إنكليزية؛ ثم حاكى المؤرخين اللاتين في العصور الوسطى وجعلها تشبه نفسها، أي لا علاقة لها بالإنكليزية. لينتقل بعد ذلك إلى الأنكلوساكسونية، فالنثر الإنكليزي في العصور الوسطى، فأشهر الكتاب الإنكليز من مختلف العصور إلى جون رسكن، وتوماس كارلايل، مضيفاً بأن موثقة جويس اللغوية هنا احتوت اللغات؛ السنسكريتية والعبرية و"الغالية" والألمانية والفرنسية والأسبانية والكلمات المهجورة في العامية الإيرلندية والأمريكية والفرنسية وعامية شرقي لندن المعروفة بإسم "الكوكني، Cockney". بالإضافة إلى منحوتاته، حتى أنه صاغ من الحروف أصواتاً موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية، في الحلقة الخامسة عشرة، وهي أطول حلقة في الرواية، ينهض جويس بالعبقرية إلى تخوم جنونية ليس هناك أكثر حكمة وثقافة مثلها، في أي كتاب آخر... وكأن انفلت الذهن من عقاله، فلا فرق بين الرواية والمسرحية.
سعة وثلاثون تأملاً في بهجة القراءة، يأخذنا عبرها ألبرتو مانغويل في رحلة أدبية استثنائية ترفدها مرويّاتُ هوميروس ودانتي، وموضوعاتٌ تمتدّ من بينوكيو إلى أليس، ومن بورخيس إلى تشي غيفارا. يبيّن مانغويل كيف تضفي الكلمات التناغم على العالم وتمنحنا "أمكنة آمنة قليلة، حقيقيةً كالورق ومنعشة كالحبر، فتهبنا مأوى ومائدة في عبورنا خلل الغابة المظلمة والمجهولة الاسم".
ولادة ثانية "، صورة شخصية متعددة الألوان لواحدة من أعظم الكتاب والمفكرين الأمريكيين، تعج بفضول سونتاغ النهم وظمئها للحياة. في هذه اليوميات، أو الاعترافات (( العظيمة ))، نراقب بشغف تفتحها على الحياة، ونشاركها لقاءاتها مع الكتّاب الذين أغنوا معارفها، وننشغل بتحديها العميق للكتابة نفسها. كل هذا، يترش ح في تفاصيل لا تضاهى للحياة اليومية. في اليوميات بوح ذاتي على نحو غير عادي، يتظافر مع وصف شغفها الفريد الى معرفة فكرية، وحسية ايضا، عندما كانت سونتاغ تتوق الى أن تغدو جديرة بالكتّاب والرسامين والموسيقيين الذين تبجل. جشع سونتاغ الاستثنائي ــ (( الإحساس الذي كانت بحاجة اليه لتسمع كل قطعة موسيقى، وترى كل عمل فني، وتلم بكل الأعمال العظيمة في الأدب )) ــ كان موجودا منذ البداية، ونحن نلمسه في هذه اليوميات " الحقيقية ".