كتاب خرائط منتصف الليل – علي بدر أدب الرحلات: سفر روح ونزهة خيال. سفر يمتد بينما الجسد في مكانه لم يبرح. يهتز فقط، من فرط النشوة، وكأنه يقاوم رجرجة باص، أو تمايل قارب نهري صغير ضائع ليلا. في الهناك حياة أخري، لم يقوي علي معانقتها، تراب الجسد. حياة تتجاوز الحدود وجوازات السفر.أول ما قرأت من أدب الرحلات كان: رحلة إلي الجزائر(إلي بلاد الشمس) لـ غي دو موباسان، ثم بعد فترة طويلة عدت لأدب الرحلات مع أندريه جيد في (رحلة إلي شمال إفريقيا)، وكان هذا الكتاب رفيقي يوم (مجزرة المنصة) فدونت بداخله الشذرات التي كتبتها يومها.
تمتاز الصحافة العراقية بميزة قد تسبق فيها الصحافة العربية في بدء نشوئها وتطورها، تلك هي سرعة إنتشارها في أنحاء القطر وتعدد الإمتيازات في أكثر من مدينة، خاصة بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908 حتى بلغت في بداية الثلاثينات المئات من الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الشهرية السياسية والأدبية في الموصل وبغداد وكركوك والبصرة والنجف الأشرف، بينما صدرت في الدول العربية بعض الصحف السياسية والأدبية في عواصمها فقط، كما يعتبر الصحافة العراقية أغنى المصادر التاريخية والوطنية والفكرية لا في العراق فحسب بل في الوطن العربي. إلا أنه رغم أهمية تلك الصحف منذ صدور الزوراء عام 1869 حتى يومنا هذا في تدوينها وتسجيلها وقائع تطور العراق السياسي الوطني والإجتماعي والفكري، ورغم كونها من أهم المصادر الوثائقية والتاريخية لحركة التطور في العراق والوطن العربي، ما تزال الصحافة العراقية تفتقر إلى التدوين والتاريخ إلا ما ندر من تلك المصادر التي تسجل فيها نشوئها وتعددها وتطورها من حيث المضمون والشكل. وهكذا تبرز كل عام أهمية تدوين تاريخ وسيرة رجال الصحافة الذين شاركوا في مسيرة البلاد الطويلة عبر سنوات النضال القومي والوطني منذ تأسيس الحكم الأهلي وحتى يومنا هذا، وبتدوين تاريخ الصحافة العراقية، إنما يدون المؤرخون والمعنيون بالفكر والقلم التاريخ السياسي والإجتماعي والفكر للعراق بلداً وشعباً ومستقبلاً. وفي هذه الموسوعة سجل المؤلف تاريخ الصحافة العراقية بصورة موسعة شاملة وبتجريد تام تقتضيه مصلحة الأمانة في سرد وقائع الأحداث التاريخية لتكون خير مصدر للأجيال القادمة في دراسة التاريخ السياسي للعراق من خلال دراسة تاريخ الصحافة الزاخر بالمواقف والمعارك والبطولات للشعب والقادة وحملة الأقلام الحرة.
هنا تحت ذراعك وأنت تسير على غيمة من ذهول حالم شاشات مترامية الأبعاد تظهر عليها تفاصيل ذكرياتك، براقة متفجرة الألوان زاهية حيناً، ضبابية غامضة عسيرة الوضوح حيناً آخر. عدتك تلك، قربت الأبعاد التي تلاشت.. الهيئات والفضائات المترامية الجدران المصمتة والنخرة المتهاوية.. الواحة والصحراء.. النهر المتدفق والجدول الرائق.. ضفاف الطين والرمل.. وأرضاً مشت فيها أخاديد الجفاف المعروقة... هنا سعف النخل المتناثر الهفهاف كشعور السعالي في ليلة عاصفة هنا حزنها الأزلي المستوحش في لفح هاجرة صموت. هنا تحت ذراعك جبال كردستان الملونة تتدرج بوضوح عبر الزرقة البنفسجية من أوشحة الغروب تخال السلاسل المتلاشية في الأفق البعيد تمتد إلى أبدية غامضة.. هنا وتحت ذراعك الوطن الذي تستحضره متى ما أمضك الشوق وانهكتك الغربة.
يستهل فوزي كريم كتابه (صحبة الآلهة ــ حياة موسيقية) بمقولة شوبنهاور عن الموسيقى جاء فيها: “تقف الموسيقى وحدها منفصلة عن الفنون جميعا ..إنها لا تعبّر عن فرح محدّد بعينه، عن حزن، أو كرب، أو رعب، أو مسرّة أو راحة بال، بل هي الفرح، والحزن، والكرب، والرعب، والمسرّة وهي راحة البال نفسها في التجريد وفي طبيعة هذه المشاعر الجوهرية، دون عامل مساعد، وبالتالي دون أهداف تجعلها وسيطا”.
هذا الكتاب يهتم بنشر مجموعة مختارة من آثار عبد البهاء (عبّاس أفندي) ناشر الديانة البهائية، واعتمد الكتاب إختيار مجموعة من كتب عبد البهاء، للنشر في هذا الجزء على أمل نشر بقية آثاره في جزء لاحق، لما لآثار عبد البهاء من أهمية تتصل بالسياق الديني والتاريخي للحركة البهائية، وعبد البهاء وارث الديانة وناشرها، وهو حسب التعبير البهائي مركز العهد والميثاق الذي تبنى نشر أفكار بهاء الله، وعقائد الباب الشيرازي وغدا المبيّن الرسمي لتعاليم بهاء الله والشارح لديانته، ومن دون جهوده لم يكن سهلاً نشر وترويج العقائد البهائية، فقام بشرح التعاليم، وفصَّل بالمعتقدات، ورسم المعالم الرئيسة للمؤسسات الإدارية، وكان حقيقة الزعيم الروحي الذي شيَّد أركان الديانة البهائية.
"لعل هذه الرسائل تُمثل الانعاطفة الاخيرة في فكر ابن عربي عامة، استكمالاً لمشروعه الفلسفي ـ الصوفي ، بعد أن بقيت طيلة قرون عديدة بعيدة عن حقل الدراسة الصوفية ، لذا يمكن القول إنها تمثل خلاصة واضحة لافكار ابن عربي ومعارفه استناداً للنتائج المطروحة فيها، ولتورايخها المحصورة بين 635 ـ 636 هـ ، ان النوايا التي دفعتنا لنشر هذه الرسائل هي ما يترتب على غيابها من نقص مؤثر في مكتبة ابن عربي، وما يشكل هذا الغياب من فراغ ملموس في حقل الدرس الصوفي عامة. وعليه فإن القارئ سيواجه أفكاراً سابقة لابن عربي تمتد عبر مذهبه المتكامل في مجال الالهيات ، وعلم الكون ، وعلم النفس ، ونظرياته في الانسان الكامل والولي الخاتم ، وتنظيمه للمتضادات الفكرية في موقف جديد ، وصياغاته الاخيرة لتفاصيل الاسلام الصوفي،وفق عرض نظري يميل للميتافيزيقيا، لنكتشف الوحدة الكاملة للافكار التي طرحت في الفتوحات المكية وفصوص الحكم وغيرها من رسائله ومؤلفاته ، لنقرر ان ابن عربي يعد حقيقة الشارح الأعظم للفكر الصوفي الاسلامي .
مختارات من القصص الإشراقية تقترب في بنيتها من حكايات القرون الوسطى الرمزية، نطلع عليها من خلال كتاب"كلمات الصوفية"لمؤلفه شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي، والصادرة عن دار المدى للثقافة والنشر بتحقيق وتقديم قاسم محمد عباس.. وفيه نجد الرمز يمثل أحد مفاصل الرؤيا والمجاز في التجربة الروحية الاسلامية بحسب تعبير السهروردي المعروف بسعة اطلاعه وعمق معرفته بالعلوم الدينية والفلسفية. إلا إن جرأته وصراحته جعلتاه في صدام مباشر مع الفقهاء الذين ظهروا في موقع لا يحسدون عليه، في المناظرات التي كان يدعو إليها الملك الظاهر بن صلاح الدين الايوبي. مما أوغر صدورهم حقدا عليه وراحوا يحوكون له تهمة الخروج عن الدين.. وفي مناظرة علنية خطط لها الفقهاء سأله أحدهم: هل يقدر الله إن يخلق نبيا آخر بعد النبي محمد (ص)؟ فأجاب السهروردي: بأنه لا حد لقدرته. وكان التأويل جاهزا بان السهروردي يجيز خلق نبي آخر بعد النبي محمد (ص) وهو خاتم النبيين.
إن أية محاولة لتوثيق حياة الحلاج تعني القيام بتوثيق فكري لتاريخ الولاية الصوفية، وتلمّس الجذر الأول للفكر الصوفي الإسلامي، بسبب أن المراجعة التاريخية لحياة الحلاج إنما تعني استحضار ما هو عقائدي وتاريخي وسياسي متعلق بمحاكمة الولاية الصوفية، أو مقاضاة الشخصية المتألهة في الإسلام بفهم أنها تدل على الشاهد الفاعل على الحقيقة في الإلهيات الإسلامية، التي ظهرت في شخصية صوفية توفر لها أن تزج الفكر الإسلامي في معركة فكرية-روحية أدت نتائجها إلى زعزعة العالم الإسلامي، والأهم من ذلك هو أن منعطفات هذه الحياة ما زالت مطروحة بحدة إلى الآن أمام ما يمكن أن نسميه بموقع التناقض في الفكر الإسلامي. وإلا كيف يحدث أن لا تندثر حياة هذا الصوفي كما حدث مع الكثير من نظرائه؟ لنصطدم بظاهرة تاريخية غير متوقعة أبداً.
ترسم الكاتبة لوحة عائلية في رواية من شخصيات حية، بألوان متفرقة، ومن زوايا مختلفة، تتحرك في أجواء حميمة، تحمل خصوصية الحياة اليومية في المجتمع الكوردي الجديد، بما فيه من اختلاف المفاهيم والعلاقات بين الأجيال، وبين الرجل والمرأة، في رواية مكتوبة بأنامل تعيش التجربة بعمق ووعي وحرية.
إن التحليل الذي يقدّمه ابن عربي في كتابه هذا يعتمد بشكل كبير على تراث روحي وإشراقي سابق عليه، فنجد أن آراء شيخ الإشراق واضحة إلى حد كبير في نص ماهية القلب، الكتاب الذي خصصه ابن عربي للقلب الإنساني بوصفه أداة للمعرفة الذوقية، بعد أن قام بمراجعة كل المواقف الروحية والإشراقية والعرفانية من القلب ليصوغها ضمن نظريته في المعرفة، وأن اتبع التقسيمات السابقة القائمة على الثنائيات، ومع أنه قدّم تقسيمات عدة للقلب إلا أنه توقف كثيراً عند فكرة أن القلب المؤمن وحده هو مجال المعرفة، يفهم أن هذا القلب موضع الأنوار لأن الحواس جميعاً تستمد ممارساتتها من نور القلب. إن نص هذا الكتاب عرض ثيوصوفي للمعرفة القلبية، وهو وثيقة نادرة من تراث ابن عربي بصورته الإشراقية، وثيقة تكشف عن صورة أخرى كانت غائبة من تراث الشيخ الأكبر.
ضم الكتاب خمسين فناناً عراقياً خصص لكل منهم صفحة تعريفية، ثم ثلاث صفحات احتوت بعض أعماله مع سيرة ذاتية مقتضبة، إلا أنّ هذا العدد من الفنانين لا يمثّل سوى نسبة قليلة من تشكيليّي العراق، الموزعين على المنافي، لكنّ دار النشر أغفلت الإشارة إلى أنّ المجلد الذي بين يدينا ليس إلا الجزء الأول من مشروع أشمل و أوسع، علماً بأن مؤلفه يشير إلى ذلك في المقدمة: أسماء وتجارب عراقية كبيرة تناولها الكتاب، مثل صلاح جياد الذي يُعد واحداً من المؤسسين لهوية أكاديمية متميزة في الفن العراقي المعاصر، من خلال جماعة الأكاديميين في منتصف السبعينيات بالإشتراك مع الفنان نعمان هادي الذي أجَّله الكاتب إلى الجزء المقبل، وفيصل لعيبي الذي بقي متمسكاً بالتراث والبيئة العراقية وصوَّر فيها أغلب زوايا الحياة، حتى باتت أعماله متحفاً عراقياً يؤرخ تاريخها.