يهدف كتاب "مئة عام من عمارة الحداثة" التعريف بأهم منجز من منجزات الحداثة، والإحاطة الموضوعية بإحدى تجلياتها المؤثرة وهي (عمارة الحداثة) ضمن فترة زمنية محددة أمدها ومسرحها القرن العشرون؛ وظاهرة عمارة الحداثة - ظاهرة عالمية، كان أن تأثيراتها أيضاً عالمية، ولهذا فإن فهم وإدراك ما حصل في عمارة الوطن العربي مؤخراً، يستدعي فهم وإدراك تلك الظاهرة الإبداعية التي أثرت تأثيراً كبيراً في تغيير البيئة المبنية، وأدت إلى ظهور رموز تلك البيئة وحددت معالمها. ورغم أهمية التأثيرات الواسعة والجذرية التي أحدثتها عمارة الحداثة في المشهد المعماري العالمي، فإن المعرفة بها والإحاطة بمنجزاتها ظلت مقتصرة على إهتمام نخب ثقافية محددة، وعلى ذوي الإختصاص الدقيق. ولهذا فإن الكتاب يطمح إلى توفير فرصة الإلمام والوعي بهذا المنجز المهم من منجزات القرن العشرين الفاعلة، من خلال عرض منجزات المعماريين والحديث عن مقارباتهم التصميمية والتعريف بالتيارات المعمارية المتنوعة، التي ألفت بمجموعها كيان "عمارة الحداثة".
شخصيات الرواية تلتقي في شقة متواضعة أطلقوا عليها اسم النجمة. وهي تقع في حي مشهور من أحياء بغداد هو حي البتاوين. في هذه الشقة تجري حوارات حول الأحداث اليومية في العراق، وتحكى قصص عن الخطف، والقتل على الهوية، وتترجع أصداء التفجيرات وهي تلف الأفق. فالعاصمة تعيش وسط ايقاع العام 2006، وتنتشر فيها ميليشيات، وجيوش أجنبية، وتدور فيها صراعات بين أحزاب ومدن وطوائف. ووسط كل ذلك تحاول شخصيات الرواية ايجاد جدوى لحياتها، وقراءة معالم بغداد كشارع الرصيد والبتاوين وأبو نؤاس، وممارسة طقوسها الحياتية من مغامرات نسائية، ومعاقرة خمور، وتداول أخبار العالم الخارجي. وكأن القارئ يدخل الى عالم من قصص، وحكايات، وطرائف، تبدور أنها غير مترابطة، لكن يجمعها في النهاية جو شقة النجمة الذي يشرف على سطوح بيوت بغداد، ومآذنها، وعماراتها البعيدة، ونخيلها الذي يبدو مثل غابة من الريش في وقت الغروب.
تأتي رواية «الثوب»، الصادرة عن «دار المدى» أخيراً، للروائي الكويتي طالب الرفاعي لتوسّع المنجز الروائي المتمثّل في ثلاثة أعمال: «ظل الشمس، رائحة البحر، سمر كلمات». كذلك توازي تجربة الرفاعي الإبداعية، إضافة الى الممارسة الروائية، بين كتابة القصة القصيرة والمسرحية والدراسة، بمعنى أن التجربة لا تقتصر على جنس أدبي وإنما تنفتح على صوره وأشكاله النثرية. اقرأ المزيد:
يفصح المؤلف في روايته عن رؤيته لواقع وأحداث كان جزءاً منها، شغلته بهمومها كما شغلت كثيرين من أبناء جيله، إلا أنه نظر إليها نظرة لا تخلو من الشمولية. لقد كشف ترسب من أوهام وأفكار في نفوس أبطاله تاركاً لهم حرية الإفصاح عن مكنونات نفوسهم دون أن يفقد سيطرته على أحداث الرواية. أما إبطاله فهم أموات وأحياء ، أموات قد غادروا عالمنا أو مازالوا فيه لكنهم يقفون على مسافة من الواقع وينغمسون في أحلامهم وتهويماتهم الصوفية، وهم أحياء بعث فيهم الحياة ورسم لهم طريق العبور إلى الخلود، وهم بيننا يكاد لا تخلو إحدى مدننا منهم لقد التقط المؤلف تفاصيل روايته من الواقع الحي، المعاش وغلفها بتلك الرؤية الخاصة التي لا يمتلكها إلى المتميزون والمبدعون، وبعد فإن القارئ ليحار أيقرأ رؤية أم كتاب تاريخ يؤرخ لما سيأتي، أم أنه يقرأ سفراً من أسفار الخلق.
كثيرة هي الأحداث التي تمر بالانسان. وكثيرون من يلتقي بهم ويعايشهم. غير ان قلة من هذه الاحداث والشخصيات تظل عالقة بالذاكرة، ذاكرة الانسان وذاكرة الزمن. ولذا يجد الانسان نفسه مدفوعاً لتسجيلها لنفسه، ولأبناء جيله، وللأجيال من بعده، للتعرف عليها، ولكسب العبرة منها، والاقتداء بالشخصيات الايجابية، وتجنب سلوك الشخصيات السلبية ويقتضي الوفاء والعرفان بالجميل ان نذكر من أثـّروا فينا بسلوكهم وبنتاجات ابداعهم الغنية وبمواقفهم الحميدة كما يقضي الواجب فضح من اساءوأ للشعب والوطن انها حكايات من ذاكرة الزمن من خلال واحد من ابنائه لم يرد ان يحتفظ بها لنفسه،لعلها تنفع الآخرين
يشكل هذا الكتاب شهادة على زمن عاصف وجوانب من سيرة ذاتية للمناضل العراقي "عبد الرزاق الصافي" الذي يعد، أحد الوجوه المعروفة في الحركة الشيوعية العراقية، والذي عمل في صفوفها قرابة الستين عاماً وشغل مواقع قيادية فيها على مدى يزيد على الثلاثين عاماً، عضواً في اللجنة المركزية ومكتبها السياسي ورئيساً لتحرير جريدة الحزب الشيوعي العراقي المركزية "طريق الشعب" وغيرها من المواقع القيادية.
على فصِّ خاتمِهِ الأزرق وضَعَ طغراءَ النورِ والماء. طغراء تشّف عن أمواجٍ تبرقُ من قصيدةٍ عن الطبيعةِ والجمالِ والحكمة لم يتممْها. وعن قلبِ فَراشةٍ طائرةٍ من جملةٍ موسيقية تتموجُ على وجهِ البرق. هناك، في القاع، أسفل الطغراءِ التي وَضَعَها على فصِّ خاتمِهِ الأزرق، حيثُ يختلطُ النورُ بالماء.
"يواصل البطل هنا حياته في المهجر مع زوجته وابنتها بعد أن رحل عن وطنه قسراً. وسيندب خراب العراق في حربيه الأولى والثانية. ويشهد، مع اليسار العالمي، سقوط الاشتراكية، وضياع الحلم في تحقيق اليوتوبيا، فيرحل إلى ماضيه، الذي يقترن بآمال العريضة، التي كانت تبشر بها أفكار اليسار الاشتراكي، ويحاول استرجاع سعادته الراحلة، في رحلات نوستالجية إلى الأماكن التي عاش فيها شبابه، في بيركلي، ولوس أنجلوس، وبيروت، وحتى بغداد، التي نفته قبل سنوات. ويعود إلى منفاه واجداً ملاذه في عائلته التي أصبحت مدينته الفاضلة، يبعد ضياع كل شيء. لكنه سيواصل نضاله على الصعيد العلمي ليرى هل إن الخلل في غياب الحقيقة\" كوني، في الطبيعة، كما يزعم مفسرو ميكانيك الكم الكلاسيكيون، أم من صنع الإنسان في سياق المصالح؟ وسيجد البطل بصيص أمل في إن الخلل في ضياع الحقيقة ذاتي مصطنع، وليس موضوعياً. "وسيتيح الكاتب في هذه الرواية أن تمارس لعبة كتابة رواية داخل الرواية، يأمل خلق عشق طوباوي داخل المستنقع العراقي، لكنها ستجد أن لعبتها ستصل إلى طريق مسدودة لأن العراق لم يعد بلداً تمارس فيه حياة طبيعية.
"وأنا لا أحب أن أتزين، أو أستعمل الماكياج، لكنه أحب أن يراني متزينة، بشكل صارخ، مومسي، كما اقترح. قال: "أريدك، يا حبيبتي، أن تتصرفي في اللقاء القادم كمومس". فاستجبت له، واشتريت في الطريق إليه أدوات زينة. وفي غرفة الفندق بدأت أتزين، لأول مرة في حياتي، وهو ينظر إليَّ، ويقول: "أكثر، أكثر، يا حبيبتي، كوني بغياً رخيصة. إغ، ما أجمل ذلك!" وأنا أضحك، وأقول له: "إلى أي درك أنزلتني، يا جون". فيقول: "إن في تحقيق النزوات لسعادة، لا تفوقها سعادة". ثم قلت له، وأنا لا أدري كيف واتتني الفكرة: "إعطني، إذن، عشري
لقد حاول جاهدا اللحاق بالترامواي فلم يستطع، وكل ما استطاعه هو التعلق بنافذة العربة التي يجلس داخلها منيب أفندي وصاح: (منيب أفندي… أمضيت الليل كله وأنا أقرأ كتاب الزهاوي الذي أعطيتني إياه بالأمس… وأنا أتسائل لماذا لا نحرق الزهاوي مع كتبه؟). أفلت يده من نافذة العربة، فكاد يسقط على الأرض. انطلق القطار مسرعاً من المحطة وهو يصفر صفرات متقطعة، بينما أخذ المسافرون الواقفون على الرصيف ينظرون إلى هذا الشيخ وهو يلهث. توقف قليلاً، استدار، ثم غادر بين صياح الباعة المتجولين والمسافرين وعمال المحطة، وهو ينظر هناك إلى طربوش أحمر على السكة الحديدية يعبث به الهواء.