في كتابه "ديوان الشعر الأمريكي الجديد" ترجم الدكتور عابد اسماعيل (مختارات شعرية) لعدد من الشعراء الأمريكيين من الذين ينتمون في أغلبيتهم إلى الجيل الجديد، المولود بعد الحرب العالمية الثانية، أي ممن تأثروا، كما يقول المؤلف، بدرجات متفاوتة، بقصائد عزرا باوند و ـ.س. إليوت وولاس ستيفنس ووليام كارلوس وويليامز، وسواهم من شعراء النصف الأول من القرن العشرين في أمريكا. ولهذا انحصر اهتمام المؤلف للكتاب في التركيز على شعراء ويترجمون في غالبتهم للمرة الأولى إلى العربية" وحرص على تقديم أصواتاً شعرية يعتبرها شديدة التنوع والتباين في الأسلوب والرؤيا، وينتمي أصحابها إلى أصول ثقافية وعرقية متنوعة، (إفريقية، وآسيوية، ومكسيكية، وأوروبية)، حيث جذور بعضهم تعود إلى سكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، والقارىء لهذه النصوص سيجد أن نصوصهم تمتاز بقوة عاطفتها وقسوة لغتها وتركيزها على الإنزياح الكبير الذي عصف بتاريخ أمريكا المعاصر، ثقافياً ومعرفياً ...
ذلك إننا يجب أن نسعى بجهد إلى معنى كل كلمة وكل سطر، لأننا نفترض دائماً أن هناك مهنى أكبر من الاستعمال الشائع الذي تتيحه لنا الحكمة والشجاعة وسماحة النفس التي نتحلى بها. هناك كتب نتصفها بمتعة ناسين الصفحة التي قرأناها ما أن ننتقل إلى الصفحة التالية. وكتب نقرأها بخشوع دون أن نجرؤ على الموافقة أو الاعتراض على فحواها. و أخرى لا تعطي سوى معلومات ولا تقبل التعليق. وهناك كتب نحبها بشغف ولوقت طويل، لهذا نردد كل كلمة فيها لأننا نعرفها عن ظهر قلب. القراءة عبارة عن محادثة، تماماً مثلما يبتلى المجانين بحوار وهمي يتردد صداه في مكان ما في أذهانهم، فإن القراء يتورطون أيضاً بحوار مشابه، يستفزهم بصمت من خلال الكلمات التي على الصفحة. في الغالب لا يدون القارئ ردود أفعاله، لكن أحياناً تنتاب قارئ ما رغبة بإمساك القلم والتواصل مع هذا الحوار بكتابة الهوامش على النص. هذا التعليق، هذه الهوامش، هذه الكتابة الظل التي ترافق أحياناً كتبنا الأثيرة توسع من النص وتنقله إلى زمن آخر، وتجعل من القراءة تجربة مختلفة وتضفي واقعية على الأوهام التي يرويها لنا الكتاب، ويريدنا (نحن قرائه) أن نعيشها.
يرصد أورهان كمال تحولات المجتمع التركي بتنوعاته وتقاليده في الريف والمدينة .. وصراع الأجيال والمشكلات العائلية التي لا تجد حلا إلا حينما تتحول إلى مشكلات من نوع آخر .
يتدبر هذا الكتاب الشهير، لمؤلفه الفيلسوف الكبير برتراند رسل، أثر العلم في الحياة البشرية عبر أمور ثلاثة، أولها طبيعة المعرفة العلمية ونطاقها، وثانيها قوة الاستخدام العملي المشتقة من النهج العلمي، وثالثها ما لابد أن ينشأ عن الصور الجديدة للتنظيم الذي يتطلبه النهج العلمي من تغيرات في الحياة الاجتماعية والأنظمة التقليدية. والعلم من حيث هو معرفة هو بطبيعة الحال أساس الأمرين الآخرين، لأن كل نتائج العلم هي ثمرة لما يقدمه من معرفة، فلقد حال بين الإنسان وبين تحقيق آماله جهله بالوسائل، وكلما اختفى هذا الجهل، تزايدت قدرته على تشكيل نفسه وتشكيل بيئته الطبيعية على النحو الذي يفضله. فالقوة الجديدة التي يخلقها العلم تكون خيرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون قوة شريرة بقدر ما في الإنسان من حمق. إن أريد للحضارة العلمية أن تكون حضارة خيرة، فقد وجب أن تقترن زيادة المعرفة بزيادة في الحكمة، أي الإدراك السليم لغايات الحياة، وهذا في ذاته أمر لا يقدمه العلم، فزيادة العلم إذن لا تكفي لتحقيق رقي صادق، وإن قدمت واحدا من مقومات الرقي.
لم تكن السيدة دلُواي تلك السيدة الإنجليزية التقليدية فحسب، إنما تحولت بقلم فرجينيا وولف إلى بطلة حية إلى الأبد في واحدة من أهم مئة رواية في القرن العشرين، ففي هذا العمل الفذ استطاعت فرجينيا وولف أن ترصد الواقع اليومي، دون أن تتورط في نزعة التوثيق البليدة التي تبعث على السأم. كما نجحت في إبقاء الشخصي ات فعالة، تعيش واقعًا مرهونًا بما يجري لحظة الكتابة بلغة رشيقة تبث الحياة في الأشياء والأحداث التي تشكل واقعنا اليومي. وإظهار ما كان خافيًا تحت سطح الحقائق عن طريق الانطباعات التي ترصدها السيدة دلُواي منذ أن عقدت النية لكي تخرج من البيت لتشتري الزهور.
ما ترجم من الشعر الإنجليزي، لإي مختلف مراحله المتقدمة والمتأخرة، إلى العربية، قليل جداً مقارنة بالشعر الفرنسي مثلاً. وإذا استثنينا شكسبير، ومن الشعراء المعاصرين تي.اي.اليوت، لا نجد أن شاعراً قد ترجمت أعماله الكاملة، ولا نقرأ سوى قصائد متفرقة لهذا الشاعر أو ذاك منذ الشعراء الرومانتيكيين حتى يومنا هذا. وأكثر من ذلك، لا يكاد القارئ العربي يعرف شيئاً عن الشعر الإنجليزي بعد الحرب العالمية الثانية. فقد توقفنا عند وليم بتلر بيتس، ازرا باوند، وتي. اس. اليوت، وبعدهم عند ستيفن سبندر ودبليو. أتش. أودن بشكل خاص، وكانت في ذلك خسارة كبيرة، غذ حرم القارئ، والشاعر بشكل خاص، من الإطلاع على تجارب شعرية، هي من الأغنى عالمياً، في تصورنا، في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي ربما تكون الأقرب، كما نحسب، إلى طبيعتنا ووجداننا وتجاربنا الحياتية والشعرية، من الشعر الفرنسي.
لماذا تصطدم النساء بمشكلات عديدة ومؤلمة نتيجة العلاقة الغرامية بالرجال؟ منذ أمد بعيد ونحن نلم بوجود هذه المشكلات، لكن من الغرابة، أن أحداً لم يسأل النساء، إطلاقاً ليدرك ماذا كان يحدث فعلاً، وكيف كن يعبرون عن الصعوبات التي تعترضهن. هل النساء اللواتي "يحببن كثيراً" أو لا يتوصلن إلى حياة عاطفية مستقرة، هل هن مصابات بالعصاب؟ هل هن بحاجة إلى "إعادة بناء أنفسهن"؟ في هذا الكتاب، أربعة آلاف وخمسمائة امرأة تشهد، تتحدث عما يجري حقاً خلال علاقاتهن الغرامية، يفشين جوانب من حياتهن الخاصة، ربما لا يبحن بها لأناس يعرفنهن. بوساطة استفتاء مغفل، تحدثت نساء من جميع الأعمار، من جميع الأوساط، من وجهات نظر مختلفة جداً، تحدثن بحرية عن حياتهن العاطفية دون أن يوقفهن ما قد يترتب على مقاصدهن من كشف للأسرار، أو من الأضرار.
"هذا كتاب نادر بين الكتب التراثية، وكان الباحثون يظنون أنه من الكتب المفقودة، ولكن المستشرق الألماني الكبير أوغست فيشر وجد نسخة فريدة في برلين، وأخذ عنها نسخة مصورة عام 1937، وأعطاها إلى العلامة الأب أنستاس ماري الكرملي، الذي أعطاها إلى الباحث المتميز كوركيس عواد لإعداده للنشر. *** قيل شعر كثير في الأديرة التي كان يقصدها كبار الشعراء في العصرين الأموي والعباسي بحثاً عن ساعات الأنس والطرب والغزل والشرب، ومنهم أبو نواس، الذي اعتاد بعض المحققين حذف الكثير من أجمل شعره، وشكراً للباحث كوركيس عواد لأنه لم يحذف شيئاًَ من هذا الكتاب.
ثلاثة من بناة الصروح الشامخة يرصد المؤلف ملامح شخصياتهم وعبر أعمالهم التي تركت بصمات واضحة على أدب القرن الذي شهد ولادتهم. وهم بحق بناة للعالم وأعمدة من أعمدة الفكر والأدب الجزء الأول خصصه ستيفان شفايج لثلاثة شاءت أقدارهم أن يكونوا علامات بارزة في القرن التاسع عشر. هولدرلن القادم من قرى العصور القدي مة في (لاوفن) الألمانى المرهف الذي شغله الحنين إلى الوطن دوما الذي دخل القرن التاسع عشر وهو في الثلاثين من عمره فكانت السنوات الأخيرة الحافلة بالآلام قد أكملت منه أكبر أعمالها.
هذا الكتاب دعوة للإبحار في فن القصص الفارسية حيث تمتزج الأسطورة بالحكمة والفتوة والخصال الحميدة. جامع هذا الكتاب وناقله عن الفارسية هو الدكتور مصطفى البكور الباحث السوري في الدراسات الفارسية. يفتتح الكاتب عمله في المقدمة بمقولة للحكيم أبي القاسم الفردوسي 330-416هـ. تتعلق بالقصص والحكمة من ورائها: لا تظن هذه القصص كذباً وخرافة أو مصبوغاً بالسحر والأعذار: فكل ما تعارض مع العقل، أمكن حمله على سبيل الرمز. ولم يرد ذكر الفردوسي على سبيل المصادفة، لأن مجمل الحكايات الشعبية المنقولة ليست إلا مجموعة من تصورات الناس ورؤاهم الفكرية الحاصلة من خلال تفاعلهم الطويل مع شاهنامة الفردوسي الشهيرة في الأدب الفارسي والمترجمة إلى لغات العالم. وجدير بالذكر إن شاهنامة الفردوسي التي ألفها الفيلسوف الحكيم من سنة 370-402هـ. تعرض لخمسين ملكاً يمتدون على طول أربعة سلاسل ملكية ووفق ثلاثة مراحل هي: المرحلة الأسطورية، ثم البطولية، فالحماسية. كما يؤمل أن يكون الاهتمام بالثقافة الفارسية رداً مهذباً على كتابات بعض الإيرانيين المتغربين الذين يتنافسون في الإساءة إلى الثقافة العربية ويؤرثون الأحقاد القديمة.
كتاب نادر وفريد من نوعه، وهو يؤلف مكتبة كاملة من الصعوبة جردها واستيعاب مضامين كتبها ومحتويات وثائقها. ويظهر المؤلف العالم "السوفيتي" المعاصر بوريس دانتسيغ في هذا السفر كمدافع عن الشعوب المستضعفة وهي في الواقع جميع الشعوب غير التركية التي كانت تخضع للإمبراطورية العثمانية، ويصب في تضاعيفه جم غضبه على السلطان والطبقات الحاكمة التركية. هذا الكتاب هدية ثمينة ونفيسة إلى المكتبة العربية والباحثين والدارسين والقراء أجمعين...
"شاتوبريان من أوائل المستشرقين الفرنسيين الذين كتبوا عن الشرق، وهو في كتابه هذا يكتب ما يراه، وما يسمع أو يشعر به بأسلوب تلتقي فيه نكهة الأدب بخطوط الجغرافيا والتاريخ.