توحدت طرقنا وجمعتني بذلك الشيطان، الذي عليك أن تسجد لله قدر استطاعتك لكي لا تلتقي به أبدًا، ألّا يجمعك به حلم ولا يقظة. وافقت بالاقتران به، تقبلتُ كل شيء، حتى أنني غفوت وسقطتُ في بئر الأخطاء دون هوادة؛ فأنا وبكل إرادتي صافحت الشيطان، وعانقته وسرتُ معه جنبًا إلى جنب في نفس الطريق، لا أعلم إذا خُدعت أم تغافلتُ، لكنني أعلم أنه وبعد الكثير من السير على الجمر، تجاهلت كل شيء وسرتُ في الضباب وراء ضوء غريب مجهول، وحين وصلتُ له وجدته جمر الجحيم المشتعل لأجلي.
صاحب هذه المذكرات هو المثقف والمعلم العراقي غضبان الرومي الذي ينتمي إلى طائفة (الصابئة المندائيين) الصغيرة في العراق، وقد عاصر الحربين العالميتين الأولى والثانية، وشهد ثورة عام 1958 في العراق، فقد ولد منذ أن كان العراق مرتبطا بالحكم العثماني، ثم عاش مراحل وقوع العراق تحت الانتداب البريطاني، ومن ثم الحكم الملكي وحتى تشكيل الجمهورية العراقية. فراح يسجل هذه المحطات المفصلية في تاريخ العراق، إلى جانب اهتمامه بتاريخ هذه الطائفة ومعتقداتها وطقوسها ودورها في الحركة السياسية والثقافية في العراق، ويعود تاريخ كتابة هذه المذكرات التي جاءت تحت عنوان «مذكرات مندائية» الصادرة عن دار المدى (دمشق ـ 2007) إلى مطلع الثمانينات، وهي من الكتب النادرة التي تلقي ضوءا على تاريخ هذه الطائفة بقلم أحد أبنائها ذلك أن الكتب التي أصدرها مؤلفون آخرون حول هذه الطائفة، على قلتها، اتسمت بالتبسيط والجهل، وابتعدت عن الموضوعية. الكاتب غضبان الرومي، ورغم تركيزه على الجوانب الذاتية الشخصية وحديثه عن عائلته وأفراد أسرته،
( ليل ابي العلاء ) الصادرعن دار المدى 2007 ، وهو مجرد انموذج مستل ، لا على التعيين ، من جملة عنوانات ، كلها على هذه الشاكلة الآسرة ؛ فهو مصر ، حتى في عنوانات قصائده ، على مد شجرة نصه الحديث بنسغ من روح الجملة العربية الكلاسيكية ، في بهائها الطالع ... ثمرا يانعا ، امتلأت به سلال كلُّ من قرأه . كل عنوان ، في قصائد المجموعة ، هو تمهيد لمطلع شعري يفضي بذاكرة القاريء الى مطالع شعرناالعربي الكلاسيكي ، ففي قصيدة ( قلعة النسيان ) نقرأ هذا المطلع ، الموحي بخيبة الشاعر ، العائد ، من بلاد زارها بعد طول اغتراب وحنين ، الى قلعة نسيانه في لندن : العائدون رأوا مرابعهم مراقد . كنت بينهم اسيرَ الشوقِ ثم عدَلتُ ، عدت لقلعة النسيانْ .
في رواياته وقصصه القصيرة، وفي حوارياته، يظل فؤاد التكرلي يبحث في العمق، في تجربة الحياة وتجربة الكتابة، في نسيج واحد، يتداخل فيه الفرح والحزن، الحرية والقمع، النجاح والإخفاق، فالشخصيات تتحرك دائماً تبحث عن مصائرها ومساراتها التي تتغير دائماً.
يقتحم الروائي الكبير فؤاد التكرلي المشهد العراقي بجرأة، ويرسم لوحة روائية مبهرة، عن تحولات عائلة عراقية صغيرة منذ الثمانينات الماضية الى منتصف التسعينات، هي تحولات العراق كله، لا أحد يطرح الأسئلة عما يحدث ولا أحد يجيب!ا . . كان صوتها المشروخ يأتي من بعيد.. بعيد جداً. كانت تصرخ صرخات مبحوحة، تتناهى إلى سمعه كأنها همسات خافتة، والألم والغضب والهياج لا يتركون له أن يتوقف. أراد أن يفتح عينيه فلم يستطع وكان يصدر حمحمة وحشية حيوانية. ليس من فمه بل من صدره وكيانه كله. والألم يزداد وكفاه تحترقان، وهو في قبضة حديدية لا فكاك منها. كأنه في صندوق مغلق مظلم. ثم ارتفع الصراخ وتعددت الأصوات، كلها تتعالى إلى عنان السماء. تصرخ وتصرخ. وهو، في سورة الحمحمة تلك، يريد أن يفتح عينيه وان يهرب مما لا يدري ما هو. كان مرة أخرى، مشلولاً مختل التصرفات. ثم.. ثم وعلى حين غرة سكنت روحه وشعر بنفحة من البرودة تغطي وجهه وجبهته وقمة رأسه.. ففتح عينيه
كما هي المتغيرات الحادة في حياة العراق الحديث كانت المتغيرات الحادة التي مرت بها الصحافة العراقية، في كل إنجازاتها، وانكساراتها. حكايات الصحافة في العراق هي حكايات الشعب العراقي في صراعاته الطويلة باحثاً عن الحرية والديمقراطية، للأستاذ فيصل ح
وأصر الضيوف على الجلوس قليلاً فوق المصطبة، كانوا ثلاثة من الكهول المتعبين من ذوي الثياب الخلقة والأصابع التي تهتز عند لف اللفائف. وقال أحدهم بعد أن نهى سعلة موفقة: "والآن... هل ما زال الفهد في قفصه أم عاد يهزج ويمرح مع بنات السوء؟". "بل لا نعرف في أي قفص حتى. اللعنة عليهم! من أين أبدأ وكيف أنتهي. ذهبت أولاً إلى مكان ما، فقالوا لي: اصعدي إلى الطابق الثاني، وعندما صعدت، قالوا: عودي إلى الطابق الأول... وعندها هبطت، قالوا: إلى الطابق الثالث، حتى تورمت قدماي دون جدوى. كلهم أنكروا معرفته"
هذه الرواية تتناول وجود الأرفاقة فى الحجاز علي مر التاريخ, من خلال قصة ارتحال عائلة إلى الحجاز. وتحكي مكابداتهم, وأشواقهم للمقدس, وذوبانهم نافرين فى النسيج الإجتماعي للجزيرة العربية, وتتداخل الأحداث مع التاريخ والأسطورة, وقصص الثورات للأقليات والمضطهدين عبر التاريخ. العمل يحفر في الموروث الشعبي وفلكولور منطقة الحجاز خاصة في شقه الغنائي, وينهض في منطقة لم تقاربها الرواية العربية من قبل, مازجا ما بين التوثيق التاريخي والسرد التخيلي.
هذا الكتاب, لا يبحث عن البدهيات ولا يرمي الى تكرارها, بل ثمة محاولة لمزيد من التعمق في قراءة العرض, بعد تفكيكه الى عناصره, وإضاءة ما قد يعتقده البعض هامشياً أو غير فعّال. لغة العرض المسرحي محاولة للوقوف على مكونات الصورة, وإزاحة ما قد يبدو ملتبساً أو غامضاً, والتوكيد على ما هو بصري ومشهدي, من أجل قراءة متوازنة للعرض المسرحي. وكان من أهم المواضيع التي عالجها هذا الكتاب: العرض المسرحي دلالة مكثفة, النص المسرحي علامة درامية, الممثل حامل الخطاب المسرحي, المخرج ذلك الساحر الخفي, الجسد لغة مسرحية, الجو المسرحي, الملابس المسرحية, الماكياج والقناع, الإرشادات المسرحية, الإضاءة, المسرح والمتفرج, صعود الدراما وهبوطها.
كتاب "نظرية الحركة الجوهرية عند الشيرازي" هو عبارة عن دراسة فلسفية تتناول الفكر الفلسفي لأحد أبرز المفكرين الإسلاميين في القرن السابع الهجري، وهو فخر الدين الرازي الشيرازي. يستعرض المؤلف هادي العلوي في هذا الكتاب تفاصيل نظرية الحركة الجوهرية التي طرحها الشيرازي، وهي نظرية فلسفية تربط بين الحركة والجوهر، وتناقش قضايا عدة كالزمن والمكان والحركة والنقل والاختلاف والتعدد والتمييز. يتناول الكتاب أيضًا بعض المواضيع الفلسفية الأخرى التي ترتبط بفكر الشيرازي، كالمعرفة والتجربة واللغة والتفسير. يمثل هذا الكتاب مصدرًا مهمًا للمهتمين بالفلسفة الإسلامية والفلسفة بشكل عام، ويعتبر تحليلًا دقيقًا لفكر الشيرازي ونظريته الفلسفية في الحركة الجوهرية. هل تبحث عن كتاب نظرية الحركة الجوهرية عند الشيرازي لهادي العلوي للتنزيل والقراءة مجانًا؟ لا مزيد من البحث! يوفر موقعنا على الويب مجموعة واسعة من الكتب بتنسيق PDF يمكنك تنزيله وقراءته على راحتك. ابدأ رحلة القراءة اليوم في كتاب نظرية الحركة الجوهرية عند الشيرازي لهادي العلوي PDF، متاح للتنزيل والقراءة بشكل مجاني الآن!
ليس الغرض من هذه القراءات أن تنوب عن المراجع التي يجدها الباحث المتخصص في المطبوعات والمخطوطات العربية الموزعة على خزائن الكتب في أنحاء العالم المختلفة، بقدر ما تطمح أن تكون مرشداً لاتجاهات عامة في التاريخ والتراث. وفيما يتعلق بالقارئ الذي لا ينوي التخصص بدراسة التاريخ فإن هذا الكتاب قد يضع بين يديه مرجعاً يطل منه على التراث في بعض خطوطه، وربما أمكنه أن يستخلص منه مادة تساعده على تكوين رؤية معينة في أية من القضايا التي طرحتها النصوص المنتقاة. الكتاب إذن ليس موجهاً إلى المؤرخ المحترف، رغم أن هذا قد يعثر فيه على أمور ذات صلة باهتماماته، وإنما أريد به سد الحاجة إلى مرجع تتيسر قراءته لعامة المثقفين، الذين يصعب عليهم الوصول إلى المصادر التي تلائم تطلعاتهم نظراً لوقوعها في ميدان آخر، بعيداً عن الميدان المعتاد لنشاطهم الثقافي، وكذلك للصعوبة في إنشاء موقف متوازن من قضايا التراث بسبب الطابع الخاص للمؤلفات القديمة.