RSSخدمة

منتجات جديدة

نساء عراقيات - لاهاي عبدالحسين - المدى

ساهمت كثير من الدراسات والإنجازات المهمة في مجال علم اجتماع المرأة بالتعريف بهذا الميدان النشيط والآخذ في التصاعد. بيد أنّ الحاجة لا تزال قائمة على مستوى التعريف بواقع الحال فيما يخص قضايا المرأة ومشاكلها المتعددة. لم يعد كافياً الحديث عن مشاكل النساء كحزمة واحدة. فقد صار واضحاً أنّ هناك الكثير من الزوايا التي يمكن أنْ ترصد من خلالها مشاكل النساء وقضاياهن المتعددة كشرائح مستقلة تضم الحضريات والريفيات، المتعلمات وغير المتعلمات، الناشطات وغيرهن، إلخ. يأتي هذا الكتاب الذي جمعت فيه ما أنجزته من دراسات علمية نظرية وميدانية من وجهة نظر سوسيولوجية لتسليط الضوء على الجوانب المتعددة من حياة النساء في العراق. بدأته بمراجعة نظرية علمية لأهم ما أسس لميدان دراسات النساء. تلاه تقديم تصور نظري حول ما اصطلح عليه بالرؤية الدولية والرؤية العربية لموضوعة الجندر. وقدمت بعد ذلك مناقشة في الإشكالية التي تواجهها المنظمات النسائية العربية عموماً. منظمات تعمل في ظل أنظمة سياسية شمولية كلية تقسر الجميع على التسليم بمنطقها وأيديولوجيتها مما يؤدي إلى شلّ أي تحرك جاد ومسؤول للنهوض بأوضاع المرأة. قدمت بعدها نتائج دراسة علمية موثقة حول ظاهرة التمييز الجنسي في العراق على مستوى التعليم والعمل والوظيفة للفترة من 1967-1988. اشتملت تلك الفترة في سنواتها الثماني الأخيرة على الآثار المدمرة للحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، التي ثبت أنّها مهدت لتكريس التمييز الجنسي في العراق. فقد حصرت النساء في المهن المتواضعة التي تدر دخولاً أقل وتضفي اعتباراً أدنى.
12.000د 10.500د

حروب واساطير - اريك دورتشميد - ترجمة احمد الزبيدي - المدى

اعتادت آذاننا منذ فجر التاريخ الإصغاء إلى الأكاذيب، وتشبّعت عقولنا على مرّ العصور بخزين من الافتراضات. جعلنا الحقائق تبدو غريبة وحوّلنا القصص المزيفة إلى حقائق». هذه الكلمات كتبها قبل أربعة آلاف سنة المؤرخ الفينيقي سانشونياثون، ولا تزال تحتفظ بحيويتها حتى اليوم. كانت الحرب عاملاً ثابتاً في الحضار ة البشرية. حدثتنا الكتب عن الاضطرابات العنيفة التي هزت العالم منذ آلاف السنين، والتي ساهمت في تغيير مجر ى التاريخ، والتي كان معظمها يلمّع صورة المنتصر. لم تشر إلا قلة نادرة من الكتب إلى الارتدادات المرعبة لذلك القتال الذي لا يرحم، وإراقة الدماء والدمار اللذين تخلفهما الحروب. نحن ننظر إلى الكتب التاريخية على أنها مقاربة وثيقة مع الأحداث كما حدثت بالفعل. وإن بعض الثوابت، التي تظهر في أعمال جميع المؤرخين الذين عاشوا خلال فترة محددة، والذين تم نشر رواياتهم بمختلف الترجمات والكتب على مر العصور، ليست سوى الحقيقة. نحن لا نسأل عمن روى قصتهم. كانت السلطة الحاكمة دائما هي المؤرخ، لأننا لا نستطيع أن نخترق العالم الذي اختار أن يعرضه أمامنا إلَّا عن طريقه. على مد ى ثلاثة آلاف عام من السرد الملحمي، لم يكن دور المؤرخ إخبارنا كيف كان يتصرف ملكه، ولكن كان عليه إقناعنا أن نؤمن بما كتبه. اندلعت الحروب للدفاع عن «الخير» ضد «الشر»، ولكن عندما يتعلق الأمر بأسلوب خوض المعركة، كان من المثير للغرابة كم كان يتشابه «الخير» مع «الشر». فكلا الجانبين كانا يستخدمان الوسائل نفسها تماماً لقتل بعضهما البعض. وفي النهاية، ينتصر «الخير»، لأن كل إله (وكل كتاب تاريخ) كان يقف دائماً إلى جانب «الخير» وهو الطرف المنتصر.
16.500د 15.000د

وانتهى كل شئ - سيمون دو بوفوار - ترجمة محمد فطومي - المدى

كرّست سيمون دي بوفوار حياتها للكتابة والبحث والاطّلاع والدّفاع عن قضايا المرأة في مختلف جوانبها دون أن يلهيها ذلك عن النّضال من أجل إنسانيّة يطيب فيها العيشُ، إنسانيّة خالية من العنصُريّة والجهل والاضطهاد. إلّا أنّ ما يُميّزها عن غيرها من الحقوقيّين هو نصّها الرّائعُ الذي ما انفكّ يرافقها في جميع مح طّات سعيها إلى إحراج الطّغاة على اختلاف طبيعة سلطاتهم (التميز بينَ الجِنسَيْن، البورجوازيّة، استغلال الدّين، اغتصاب الحُرّيات، الاستعمار، الدّكتاتوريّة..). بوسائل ضغط ميدانيّة وصحافيّة وأدبيّة وسياسيّة، على نحوٍ لا تتحقّق معه المطالب وتُعادُ الحقوق إلى أصحابها فحسب، بل أن يقف الجُناة – وهذا هو الأهمّ – أمام مسؤوليّاتهم وهم على دراية لا يكتنفها غموض بما تدينهم من أجله الإنسانيّة والتاريخ. فهي، إذًا، محاكمة للعتاة من جهة ودرس للأجيال حتّى لا تتكرّر أخطاء سوء الاختيار والتخاذل وتغليب المصلحة الخاصة على الإحساس العام بالقضايا. في الفنّ والمعمار أيضاً، من خلال اكتشافاتها وأسفارها الكثيرة حول العالم، كان لها وجهة نظر عميقة، اختلفت عمّا يرويه أدباء الرّحلة، فهي وإن بدت تنقل ما رأت أثناء زياراتها، فهي ترمي من وراء ذلك إلى تقصّي مسيرة الإنسانيّة في حيرتها الوجوديّة وبؤسها وطريقة تعبيرها عن أسئلة الموت والخلود وعن جدوى الإنجاز والتّضحية. ومن خلال قراءاتها وأحلامها أخذتنا دي بوفوار في جولة داخل عالمها السّحري المُتفرّد، وعرّجت بنا على علاقاتها وصداقاتها التي كان لها أثر عميق في حياتها، لاسيّما تلك التي جمعتها بالفيلسوف الكبير رفيق دربها سارتر. لكنّ الأهمّ في اعتقادي هو تفرّد سيمون دي بوفوار في إحساسها العميق بواجبٍ تجاه الوجود يُحتّم عليها سرد ما أتاحه لها هذا الوجود من فرص سفرٍ واطّلاع وتأمّل وأمجاد، كأنّها تدفع مقابلَ حياةٍ قُدّمت لها في شكل هديّة جميلة لا شيء يشكُرها سوى العمل. وهكذا سيشعر القارئ على امتداد الكتاب بأنّه مُنطلق في رحلة طويلة جذّابة في الصّورة والمعنى، ترجو من خلالها الكاتبة أن تعيره حواسّها وعقلها ووجدانها وحاضرها وماضيها كي يُشاركها امتنانها لما حَبَتْها به الحياة من مِنَح وأيّدتها به دون كثيرين من ظروف جعلتها تعيش أفكارها. وأخيراً، ولكي تجعل المتلقّي من كلّ زمن وبلد، بأسلوبها، شاهداً على أنّها أدّت ما عليها تجاه المُضطَهَدين أفراداً كانوا أم شعوباً وتجاه التّاريخ. وعلى أنّها سوّت حسابها أمام الضّمير والفكر.
22.500د 21.000د

الحياة والحب فيها - ياسين طه حافظ - المدى

انا لا اكتب شعرا. انا أجد في الحياة شعراً فالتقطُه. مهنتي الصياغات وتغيير اتجاه الريح ودلالة الخبر. الحياة التي تشكون منها، هي حياتُنا. وهي الاجملُ في الكون. السيئات طارئة. ومهمة الشعر، مهمتي، ازيح الغبارَ و انقاضَ التدمير ليطلع اللمعان، لارى النبتتةَ الجديدةَ تنبثق، لأراني سعيداً برؤية الحياة. الخطأُ، انحرافُ الخطاب، تسمّمُ الكلمة قبل النطق، أمراضُ التاريخ المزمنة، هذه كلها، مثل كلاب قذرة تتشمّمُ المواقع النظيفة وتؤذي المستحِمَّ توّاً بالضوء وتؤذي العزلة التي يلوذ بها الشعرُ وقتَ السوء. يمرّرُ خنزيرُ الشر خطمَهُ الملوث على جمال الحياة، يؤذيه ويؤذينا. لكن الكوخ المصنوع من قش يقاوم الريحَ والبيوتُ الطينيةُ المطرَ والنوءَ، والانسانُ في العراء يقفُّ وراء حجرٍ حتى يمر العصْف الهائج. الحياة لا تستسلم بيسر، الحياة تظل حياة! جميع البشر يعيشون قصة حب غامضة مع الحياة. للحياة عشاقها الكبار، احبتها المخلصون! هذه الشجيرة بلَّغها الضوءُ رسالةَ مجدِ الحياة، امضت الليلَ في مقاومةٍ باسلة مع العاصفة، هي الان مستريحة راضية بنور النهار الدافئ. وهي وان كانت تعاني من فقر تربتها السَبِخة، لكنها ترسل جذوراً ابعد، والى اكثر من جهةٍ لتعيش، لتظل. اوراقُها المتيبسة تتشبث ايضا، لا تريد ان تبتعد. والورقة التي أماتَها اليباسُ والتي سقطت من غصنها المجعّد، طارت بعيداً الى المكان الذي تصير فيه سماداً، لتشارك بعد موتِها في صناعةِ حياة الغابة.
7.500د 6.000د

الارض اليباب - فاضل السلطاني - المدى

لماذا هذه الترجمة لقصيدة «الأرض اليباب »؟ سؤال لا بد أن يخطر في ذهن أي قارىء حين يقرأ ترجمة جديدة لعمل ما. وقبل القارىء، هوسؤال يقلق المترجم نفسه، وقد يدفعه لترك المحاولة برمتها، ويريح رأسه ورأس القارئ أيضاً، الذي قد لا يكلف نفسه قراءة عمل مترجم سابقاً، تعرف عليه وألفه مهما كان مستوى الترجمة التي اط لع عليها. ويزداد الأمر تعقيداً، إذا كان العمل قد ترجم عدة مرات من قبل، وليس مرة واحدة، على أيدي كتاب ونقاد وشعراء معروفين، قد تكفي اسماؤهم لتزكي عند القارئ ما يفعلون وما ينتجون. لقد قال بول ريكور مرة أن الأعمال العظيمة قد شكلت على مر العصور موضوع ترجمات عديدة. وعبر التاريخ الأدبي، نجد أمثلة كثيرة على ذلك. فقد ترجمت «الأوديسة » لهوميروس، التي كتبت حوالى 700 سنة قبل الميلاد، عشرات المرات إلى اللغة الانجليزية منذ أن ترجمها جورج شابمان، معاصر شكسبير، سنة 1615 ؛ منها 27 ترجمة صدرت منذ 2000 لحد الآن بأشكال مختلفة، نثراً وشعراً، وضمنها ترجمة إيميلي ويلسون عام 2017 ، وهي أول امرأة تترجم الملحمة، وترجمة بيتر غرين عام 2018. وينطبق الأمر أيضاً على الإلياذة،التي ترجمها توماس هوبز عام 1676، وإنيادة فيرجيل، وكذلك ملحمة كلكامش، التي ترجمها جورج سميث عام 1870، وتوالت الترجمات لها. وفي بداية هذا القرن، 2001 ، ترجمها بنجامين فوستر، المختص بالبابليات في جامعة ييل الإميركية، ثم صدرت ترجمة جديدة لها عام 2007، أنجزها أندرو جورج، وصدرت عن مطبعة جامعة اوكسفورد، بعد العثور على ألواح جديدة لها في سوريا تتضمن أبياتها الافتتاحية، تم تهريبها من العراق بعد 2003 . ونحن نذكر الملاحم هنا دون غيرها، لأننا نعتبر، مثل كثيرين، عرباً وأجانب، «الأرض اليباب» ملحمة القرن العشرين فعلاً، وربما تكون الملحمة الوحيدة في ذلك القرن الشقي، بالإضافة إلى الأعمال الادبية التي ترجمت أكثر من مرة إلى هذه اللغة او تلك والتي لا يمكن حصرها.
9.000د 7.500د

رسائل جورج اورويل - جورج اورويل - ترجمة عماد العتيلي - المدى

تميل خطابات اورويل الى ان تكون عملية ينطبق هذا على رسائله لأصدقائه بمثلما ينسحب على مراسلاته مع وكلائه الادبيين، اذا يعتذر سريعاً اذا ما تأخر في تنفيذ واجباته او اهمل بعض المجاملات الاجتماعية، حتى رسائله الى الينور جاك وبريندا سالكلد وليديا جاكسون، فقد كان ينقصها التحبب، على الرغم من رغبته الجلية في انشاء علاقات غرامية معهن.حزن كثيراً لوفاة ايلين ووالده وأمه وأخته مارجوري، لكنه كان متحفظاً بشأن التعبير عن ألمه، وهذه ليست بالضرورة دلالة على بروده، ولكنها الطريقة التي تربى عليها أولئك الذين ولدوا بظروف صعبة تشبه ظروف جورج أورويل، فهم ممن تجبرهم الحياة على ان لا يظهروا ضعفهم أو حزنهم لأحد، او بشكل علني على الاقل. يعتقد أورويل ان الألم والمعاناة نسبيان، حيث أن المأساة نفسها تؤثر على الناس بصور وأشكال مختلفة. لقد عاصر حربين عالميتين طاحنتين أدتا لمقتل اكثر من مائة مليون إنسان، وظلت اشباح هذه الفجيعة مخيمة في خاياله، مما انعكس على رؤاه وكتاباته، وطباعه ايضاً يمكن لأحدهم ان يصف اورويل بالعناد والصرامة، وقد شبهه احد أصدقائه بشخصية الحمار في (مزرعة الحيوان)، على الرغم من ذلك يذكر الصحفي ديفيد استور انه عندما يكون مكتئباً او مضطرباً، فإنه يهاتف اورول ملتمساً مقابلته في حانة محلية، لأنه يعرف ان أورويل سيضحكه ويسليه ويشجعه. يمكن ان ينسب هذه الصرامة الى الأوضاع المالية، فقد كان اورويل مقلساً في كثير من الاحيان.
25.500د 24.000د

جائزة السيدات - جولا كرودي - ترجمة نافع معلا - المدى

الشيطان الذي يتسيّد فوق العالم بأسره، جاء ذات يوم إلى بست، ووجد مخبأً في منزل متعهد دفن الموتى. وبعد الظهيرة لاحظ المتعهد أن شيئاً في البيت ليس على ما يرام. بدأت مفروشات المنزل تبدي ممانعة؛ فلم يطاوعه الكرسي الذي حاول أن يضعه في مكانه المعتاد منذ خمسة عشر عاماً، ورفضت أقفال الخزائن والدروج أن تقوم بالخدمة الموكلة إليها. واشرأبّ جانب النافذة الكرسيُّ الصغير (الذي اعتادت زوجة المتعهد طوال حياتها، أن تمدّد عليه رجليها، عندما كان لها رجلان) وتسرح ذابلة في فناء الأزهار الكئيب وجدرانه الحزينة وسياجه المهجور. اشرأبّ الكرسي كما يثب على قوائمه كلب كان مستلقياً، ويشرئبّ على ساقي عابر السبيل. وتدلّت ستائر الدانتيل القديمة بلا معنى على النوافذ، وألقت ظلّاً شبحيّاً في الغرفة. كان ظلّاً أشبه بظلّ دخان، أو ظلّ رياح تهبّ فوق الحقول. ولكن لا أثر هنا لدخان أو رياح. الجهامة التي خيّمت على المنزل في ذلك الوقت الباكر من فترة العصر، أربكت الببغاء الذي وضعه متعهد الدفن في قفص، وكان فخوراً بمعلوماته الإنكليزية. أول ما فعله الببغاء في هذه الجهامة أنه راح يطلق الشتائم باللغة الإنكليزية، ثم أخذ يقلّد بكاء الأطفال، ولاحقاً، وسط ذهول المتعهد، راح يتكلم باللغة المجرية: نطق أسماء كان قد سمعها في السابق، وحفظها، ذكر الببغاء أسماء خادمات حافيات سابقات، وهو ينفش ريشه، ويؤرجح نفسه باضطراب يمنةً ويسرةً. ذكر اسم بيرتا، واسم أولغا اللتين مثلتا سابقاً الجنس النسائي في منزل المتعهد، وكانتا تسرحان شعرهما الطويل وتجلسان حول الطاولة، وتضربان وتنفضان الوسادة قبل النوم؛ امرأتان كانت تنانيرهما المتيتّمة في الخزانة، تحتفظ برائحة نسائية نوعية، رائحة الباذنجان والطحين، وعبير المسك. أنذر متعهد الدفن الببغاء أنه سيصفعه، ونظر بارتباك إلى عقرب ساعته الذي راحت يد خفيّة تديره إلى الأمام. لم يبقَ لديه سوى قليل من الوقت ليبدّل ملابسه ويذهب إلى المآتم وقت العصر.
10.500د 9.000د

لتمت ياحبيبي - اريانا هارويكز - ترجمة اشراق عبد العادل - المدى

تقدم أريانا هارويكز في هذه الرواية نمطاً من النساء يثير التعاطف في نفس القارئ بسبب اضطراباتها التي تحيلها إلى كائن ضعيف، لكنه سرعان ما يتخلى عن شعوره هذا عندما يستفزه بل يثير نفوره واشمئزازه شعور مناقض يمارسه عليه سلوك وحشي غريب يرافق البطلة على امتداد الرواية. بل يسبقه شعور مفاجئ آخر يقوده إليه عنو ان الرواية «لتَمُتْ يا حبيبي» وما تلاه من بداية حيث تداعب البطلة السكين بيدها وتراودها فكرة قتل زوجها وابنها. امرأة لا تكف عن السعي إلى موتها وهي ترى في نفسها صورة المرأة الشهوانية التي تطاردها رغباتها ورغبات من يطاردها من الرجال الذين تذعن لهم باستسلام. نجحت هارويكز في إثارة مشاعر القارئ وخلخلة مزاجه وخلق شعور بعدم الارتياح لديه وهي تعكس حالة الازدواجية التي تعانيها شخصية تلك المرأة وتلك الانتقالات المفاجئة لها وسط الرغبة التي تتنازعها تجاه زوجها والشعور بالنفور منه بل الرغبة في إزاحته من الوجود وهي تعمد إلى فرض سطوة لغة فجة ومباشرة. لغة تزداد صعوبة وتعقيداً وقرفاً كلما اقتربت من أسلوبية تفتقر إلى الحياء وتتعمق في رؤى حميمية وحسية جريئة عبر صيغة اقترحتها الكاتبة وأكدتها وهي تقول: «نعم، عندما أكتب أحاول تحطيم اللغة وتفكيكها، بين مزدوجين أحاول أن لا تجمعني بها علاقة حسنة، إذ إنني بفعل تحطيم اللغة وضربها أبحث عن دوزنتها وكأنها آلة موسيقية، آلة كمان أو بيانو مثلاً».
9.000د 7.500د

الفراشة - هنري شاريير - ترجمة حسين عمر - المدى

من دون شكّ، ما كان لهذا الكتاب أن يظهر لو لم يسمع رجلٌ في الستّين من عمره، في يوليو / تموز من عام 1967، في صحف كاراكاس، بعد عامٍ من الزلزال الذي دمّر المدينة، الناسَ يتحدّثون عن ألبيرتين سارازان. كانت هذه الجوهرة السوداء النابضة بالألق والفرح والشجاعة قد ماتت حديثاً. وهي التي اشتهرت في العالم أجمع بنشرها، خلال أكثر من عامٍ بقليل، ثلاثة كتب تروي في اثنين منها حكاية هروبها من السجون وإعادتها إليها. هذا الرجل يُدعى هنري شاريير، وكان يعود من بعيد. يعود بالتحديد من سجن كايين للأشغال الشاقّة، الذي كان قد «صعد» إليه في عام 1933، خارجاً على القانون نعم، ومُداناً، ولكن بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها، ومحكوماً بالسجن المؤبّد، أي حتى لحظة وفاته. هنري شاريير، الذي كان يُدعى بابيون – سابقاً – في الوسط الإجرامي، وُلِد فرنسياً في كنف عائلة من المعلّمين في بلدة آرديش، ولكنّه أصبح فيما بعد فنزويلياً، لأنّ الشعب الفنزويلي فضّل أسلوبه في حبّ الحياة على سجلّه الجنائي ولأنّ ثلاثة عشر عاماً من الفرار والكفاح من أجل النجاة من جحيم سجن الأشغال الشاقّة كفيلة بأن ترسم مستقبلاً لا ماضياً. إذاً، في يوليو / تموز 1967، ذهب شاريير إلى المكتبة الفرنسية في كاراكاس واشترى رواية «الكاحل». كان يوجد على شريط الكتاب رقمٌ: 123000. قرأ الرقم وقال في نفسه، بكلّ بساطة: «هذا جميل، ولكن إذا كانت الفتاة، بعظمها المكسور، المتنقّلة من مخبأ إلى آخر، قد باعت مئة وثلاثة وعشرين ألف كتابٍ، فأنا، بفضل سنواتي الثلاثين من المغامرات، سأبيع ثلاثة أضعافها». إنّه استنتاجٌ منطقي ولكن لا يعود المرء خطيراً، منذ نجاح ألبيرتين من بين آخرين، وهو يَملأُ طاولات الناشرين بعشرات المخطوطات من دون أمل. لأنّ المغامرة والبؤس والظلم مهما بلغت شدّتها لا تصنع بالضرورة كتاباً. بل ينبغي أن يجيد المرء كتابتها، أي أن يمتلك هذه الموهبة التي تجعل القارئ يرى ويشعر ويعيش، في داخله، كلّ ما رآه وشعر به وعاشه مَنْ كتب العمل. وهاهُنا، كان لشاريير حظٌّ كبير. فهو لم يفكّر لمرّة واحدة أن يكتب سطراً واحداً عن مغامراته: إنّه رجل أفعالٍ وحياةٍ ودفءٍ، وفي عينِه الماكرة عاصفةٌ عاتية، وذو صوتٍ جنوبيّ دافئ وخشن بعض الشيء والذي يمكننا الإصغاء إليه لساعات طويلة لأنّه يروي مثل أيّ شخصٍ، أي مثل كلّ الرواة العظام.
25.500د 24.000د

الصديق - سيغريد نونيز - ترجمة مصطفى ناصر/ سهيل نجم - المدى

وأنا لا أريد التكلم عنك. علاقتنا كانت إلى حد ما غير اعتيادية، ليس من السهل دائماً على الآخرين استيعابها. أنا لم اسأل قط ، ولذلك لا أعرف ماالذي أخبرت به إحدى زوجاتك عن علاقتنا. كنت دائماً أشعر بالامتنان ، مع أن الزوجة الثالثة لم تكن صديقة لي مثل الزوجة الأولى، على الأقل لم تكن عدوة لي مثل الزوجة الثانية
12.000د 10.500د

المرض كاستعارة - سوزان سونتاج - ترجمة حسين الشوفي - المدى

المرض هو الجانب المظلم من الحياة. إنه مواطَنَة مرهقة وشاقة، فكل شخص ولد مواطناً في مملكة الأصحاء، وفي الوقت نفسه يُولد مواطناً أيضاً في مملكة المرضى. ومع أننا جميعاً نفضل أن نحمل جواز سفر مملكة العافية، فنحن مجبرون آجلاً أم عاجلاً على الأقل لفترةٍ من الزمن، أن نعد أنفسنا مواطنين في مملكة المرض. أري د أن أتكلم، ليس عن معنى الرحيل إلى مملكة المرض والعيش هناك، ولكن عن الأوهام العقابية أو العاطفية الملفقة عن المرض، وليس عن الانتقال مكانياً، بل عن نماذج لهذه الأوهام التي أخذت طابعاً أو صفاتٍ قومية. إن موضوعي ليس المرض نفسه، بل استعمالات المرض كاستعارة. موضوعي هو أن المرض ليس استعارة، وأن أصدق نظرةٍ إلى المرض، وأكثر الطرق صحةً في نظر الشخص المريض لمرضه، هي أن يتطهر منه، وأن يكون أشد الناس مقاومةً للتفكير البلاغي واستعمال الاستعارات. إلا أنه من الصعوبة بمكان النظر إلى السكن في مملكة المرض دون تحيُّزٍ، باستعمال الاستعارات التي وَصَفت المرض وصورته. إنني أكرس هذا التحقيق لشرح هذه الاستعارات وتفنيدها، وتحرير النظرة إلى المرض منها.
10.500د 9.000د

طقوس فارسية: سووشون - سيمين دانشور - ترجمة علي عبد الامير صالح - المدى

" طقوس فارسية " ، أو " سووشون " التي نُشرت أصلاً بالفارسية في إيران العام 1969 هي أول رواية تكتبها روائية إيرانية ، بيع منها ما يزيد على نصف مليون نسخة وعُدّت عملاً كلاسيكياً صاغ أفكار وتطلّعات ووجهات نظر جيل كامل من الإيرانيين في حقبة زمنية تميزت بالغليان الاجتماعي والسياسي الكبيرين . وهي ليست رواية إيرانية مهمة فحسب بل أحد الأعمال الكلاسيكية العالمية ، وسبق أن تُرجمت إلى 17 لغة عالمية .وبعض القراء يعزون نجاح الرواية إلى كونها مكتوبة من وجهة نظر أنثوية فريدة ، بحيث تُتيح للقارئ أن يسافر بحرية بين العالم الصغيرة للأسرة والشبكة الأوسع للمجتمع . كما أنها تحتوي على حكايات وشذرات منسوجة ببراعة تُضيف لمُجمل الوصف . تجري أحداث هذه الرواية ، خلال الحرب العالمية الثانية في شيراز ، " المدينة التي تنحني الملائكة كي تُقبّل تربتها " ؛ شيراز حافظ ، الشاعر الغنائي الأشهر . يُسحرنا الوصف الشاعري لجمال الطبيعة الأخاذة ، مواسم القطاف في القرى ، والجداول والبساتين ، وتُسكرنا روائح الزهور والورود ؛ الندى ما يزال يشع على ورق الشجر ؛ زقزقة العصافير عند الفجر ؛ رقة النساء وجمال أجسادهن وعذوبة أصواتهن . لكن الكاتبة لا تكتفي بالوصف والتغزل بل تعرض لنا شخصيات روائية نبيلة ، ومُحبة للخير ، وتتعاطف مع الفلاحين الفقراء ، ومع السجناء والمرضى العقليين والرجال الثوريين والمتنوّرين ، وتدافع عن العدالة والحرية وكرامة الإنسان ، وتصف الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية لأبناء بلادها ، وهي إذ تستقي من تراث بلادها الأدبي والشعري لا يفوتها أن تقتبس من حافظ ، وتستلهم من " شاه نامه " . إننا لا نبالغ إذا ما قلنا إن الحياة الإيرانية كلّها موجودة في هذه الرواية : الطموحات والأفكار والشعائر الدينية والأحزان والآلام والطيبة والنبل والإحسان والخيانة والثأر والحب الجنوني والموت والتضحية بالنفس والأحلام السعيدة والكوابيس والجوع والتيفوئيد والانتهازية والتدّخل الأجنبي . " طقوس فارسية " عمل أدبي باهر من تأليف سيمين دانشور ( 1921 – 2012 ) . في بداية مسيرتها عملت في الإذاعة والصحافة وبعدها شرعت تكتب القصة القصيرة والمقالة والرواية ، ومما يلفت انتباه القارئ والناقد هو تنوع شخصياتها واختيارها للأفكار وفهمها الكامل المتمكن للمجتمع الإيراني بوجوهه المتعددة وطبقاته الاجتماعية الفقيرة والثرية . ترجمت سيمين لتشيكوف وبرنارد شو وهوثورن ، ونالت الدكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران . تزوجت من جلال آل أحمد ، المثقف والكاتب الإيراني البارز . ولعبت دوراً مهماً في " جمعية الكتاب الإيرانيين " ، وكانت تقدّم الدعم المعنوي للكتاب والمفكرين المعارضين لحكم الشاه .
16.500د 15.000د