أبحث عن ثنايا الغمام عن جثة طاهرة وبعض من التراب الخصب، وزرقة تشبه أرضي، ألملم الشوك من جسد الهواء الرهيف وافرش مهادي... فيوقظني صوت البكاء، ونواح المغيب.
كتاب مراعي الصبار بقلم فوزي كريم ...في تعريفه للكتاب يكتب الشاعر فوزي كريم هذه النصوص منتزعة من يومياتي، ولكن تحت تصرف سحر الخيال استجابة لذاكرتي ومخيلتي معاً، آخذ صورة الفوتوغراف واتصرف بالرسم على سطحها حرا مع فرشاة الالوان .. ويضيف: لا يخلو عالم الواقع من امتداد له لايتضح للبصر بل للبصيرة وحدها ، ولا يخلو العالم الخفي والمجهول الذي يحيط بنا من اثار خطوات يتركها على تربة الواقع
ديوان الشاعر العراقي المغترب في كندا ضياء الدين العلاق، الذي مهره بعنوان (مضاف إليّ). جاءت النصوص بأسلوب (الهايكو الياباني). وقد ضم الديوان بين دفتيه مئة وواحد وخمسين نصاً تجول في مدى فلسفي لغوي إبداعي ، وعلى الرغم من قصر النصوص والقصر المتناهي لبعضها إلا أن ذاك لم يمنع القصائد (قرابين لصلصالات لا تجف) و(مزامير عالقة في شفاه بغدادية) و(بفوضاي أنصص حروفك ) و (جيكور تلدنا مرتين) من الامتداد على اثنتين وستين صفحة من الديوان .
نُزلاءُ المهازل. نُزلاءُ الأرقامِ الفاخرةِ الفنادق. نُزلاءُ الحمْضِ الهجينِ من تلاقُحِ الثمارِ الهِجان. ليس بوصفٍ للمصارعيْنَ هذا، بل تقديرٌ لا موثوقٌ للأحوالِ تعهَّدها السماسرةُ للأجساد منازلاتٍ بلا لَكْمٍ، او رفٍسٍ، أو نطحٍ: غَلبةُ الأذرعِ تطويقاً للأعناقِ. غَلبةُ التفافِ الأسرعِ قبْضاً على الخصم بيديْنِ تُحْنيانه حصاراً على كيانه من أعلى، ومن أسفلَ، بعَرَقٍ صبيبٍ في مَسيلهِ يتخالطُ نازفاً من الآباطِ بالعَرَقِ نازفاً من الآباض. عراكٌ يُلزِمُ المصارعَ جندلةَ الغريم أرضاً مغمىً عليه، صريعاً، مهدوداً، مُسْتنزَفَ العضل لا يقوى على احتمالِ النزالِ. سُكَّرٌ من مُسْتَحْلَبِ اليقظةِ بعد النومِ الخوفِ، أو النومِ في الخسارةِ الخوفِ، أو الخسارةِ في الخوفِ النوم. سُكَّرٌ نباتيٌّ؛ حيوانيٌّ؛ إنسانيٌّ.
الشاعر إبن تجربته؛ وممدوح عدوان من الشعراء القلائل الذين وضعوا بصمة لا تُنسى في المشهد الثقافي لعالمنا المعاصر؛ بدءاً من الشعر وصولاً إلى المسرح والدراما التلفزيونية وصولاً إلى الصحافة والترجمة. إنه المثقف الصاخب، الحاضر دائماً بحيوية بيننا يحفر في ذاكرتنا صنوفاً شتى من الفن الصعب الذي غربلته سنوات الخبرة والتجربة، حتى بات أهم ما حفلت به الساحة الأدبية ليس في المشهد السوري فحسب، بل العربي والعالمي أيضاً.
الشاعر إبن تجربته؛ وممدوح عدوان من الشعراء القلائل الذين وضعوا بصمة لا تُنسى في المشهد الثقافي لعالمنا المعاصر؛ بدءاً من الشعر وصولاً إلى المسرح والدراما التلفزيونية وصولاً إلى الصحافة والترجمة. إنه المثقف الصاخب، الحاضر دائماً بحيوية بيننا يحفر في ذاكرتنا صنوفاً شتى من الفن الصعب الذي غربلته سنوات الخبرة والتجربة، حتى بات أهم ما حفلت به الساحة الأدبية ليس في المشهد السوري فحسب، بل العربي والعالمي أيضاً.
الشعر الروسي غور لا يسبر ولا يمكن أن يحتويه كتاب واحد بين دفتيه، شأنه شأن الشعر القومي في أي بلد يمتلك تراثاً شعرياً ضخماً. ومع شعورنا أن هذه المختارات غيض من فيض، فإننا عقدنا العزم على ترجمتها لتوفير انطولوجيا في الشعر الروسي الذي يشغل منزلة رفيعة بين عيون الشعر العالمي، ولإطلاع القارئ العربي على نماذج تعتبر- حسب رأينا - من غرره. القرن التاسع عشر هو الفترة الزمنية التي توخينا الترجمة لشعرائها، لكن وجدنا لزاماً علينا العودة إلى بداياته ومعرفة امتداداته القديمة التي لعبت دوراً كبيراً أو قليلاً في تطوره وبلورته. لذلك صارت «أغنية حملة إيغور» وأشعار البيليني والأشعار الدينية وبعض شعراء القرن الثامن عشر؛ نقطة البدء في ترجمتنا، لكي نستطيع أن نعطي صورة تاريخية واضحة عن نشوئه. وقد نقلنا «أغنية حملة إيغور» عن ترجمة أبولون مايكوف الشعرية لها إلى اللغة الروسية مع مقارنتها- بقدر ما استطعنا- مع النص الأصلي الذي كان مكتوباً نثراً. ترجمنا لسبعة عشر شاعراً يمثلون مختلف الاتجاهات والمراحل التي شهدها مسرح الحياة الشعرية. ومع ذلك لم يتسع أمامنا المجال لتقديم شعراء آخرين مثل كريلوف Krylov وفيازيمسكي Vyazemsky وكارولينا بافلوفا Karolina Pavlova وغيرهم ممن كان لهم نصيب في رفد الشعر الروسي ونمائه.
نه لشرف كبير لي أن تقرأ قصائدي الآن بالعربية واللغة الأكثر قدماً من اللغة الألمانية والتي حافظت على قدرها العتيق رغم التحديث. في رحلة إلى اليمن منذ سنوات عديدة قُدّر لي أن أعيش للمرة الأولى سماع رنة قصائدي وهي تُلقى باللغة العربية. لقد أثّر ذلك فيّ ومسّني، كيف وبأية رنة لغوية بعمقها وعلوها لتصير مث ل أغنية تنشر هالة شعرية من حولها. ميخائيل غروغر.
ولهبوب الحكاية، صوت كصوت الألم الصغير، لهبوبها بداية متكئة على بعضها البعض، كعيني الأعمى، وهي –الحكاية- مثل سلاح شديد، وهما –العاشقان- سيدهنان جسديهما بطيب الملك، وبقدونس الشيخوخة اليانعة، سيغمسان شفتيهما الحمراوين في حكمة المزامير
"من شرفتي العالية أراقب ليل الآخرين، أبوابهم الموصدة في النهار تكتم أسرار القلوب. العتمة تمنحهم إحساساً مريحاً بالوحدة فيشرّعون آلامهم على الشرفات، ويسمحون لصراخهم المكتوم بالهسيس، والتسلل على وقع خطى الدقائق تتهادى بخفة حتى الفجر. أحب أن أكون معهم
الكلام ليس عن همسة خائفة في العتمة... الكلام هو عن النهار والنوافذ المشرعة... وعن الهواء الطازج... وعن موقد يحرقون فيه أشياء غير مجدية... وعن ارض حبلى بمزروع آخر... وعن الولادة والتكامل والفخر... الكلام هو عن أيدينا العاشقة... التي نصبت جسراً من بشارة... العطر والنور والنسيم... فوق الليالي.
"سيدوري تسألها الشمس "هل بقيت في الكأس ثمالة "وهل فجرُ يطلع من أمس؟ "رجل في غابات الموت "يحمل غصناً من زيتون "فأحالوه الى مجنون "سنبلة الضوء بدت تقلق "رقصت في كل مفاتنها "رقصت طرباً كي لا تغرق.
يا قصائدي المثقلات أعرفُ انكِ متعبة من بضائع مؤسفة هو هذا الطريق و ذلك ما كان فاحتملي العبء و مري ببطءٍ اظن المحطة باتت على وشك و أظنكِ حُملتِ أكثر مما أستطعتِ و لكنها هذي هي حياتي و هذا أنا لأعيش.
عندما تنتزع الصحافة شاعراً من عرشه، فهي بذلك تضيّق عليه حرية الخيالات، وانطلاقها الى آفاق لا مدى لها، يوفرها ذلك العالم الساحر، وتضعه بين في زحمة الضجيج الصاخب للأحداث التي توجب تغلب العمومية، على خصوصية المشاعر والاحاسيس الشخصية، والتي قد تتماهى مع نبضات قلوب الآخرين. أخيراً، حانت لي الفرصة لجمع بعض ما تشتت من قصائدي، التي فقدتُ الكثير منها، خلات سنوات تنقلي بين السجون والمعتقلات، إضافة الى فقدان اول مجموعة أرسلتها للطباعة في بيروت، من خلال دار نشر كنت اعتقد انها موثوقة. ولا أكتم هنا، وانا اُقدم مجموعتي الشعرية هذه، الاشارة الى اختلافي في الأسلوب، مع معظم النتاجات التي صدرت في السنوات الأخيرة، والتي اراها ابتعدت مسافات شاسعة عن الشعر، وتحولت الى صيغة "النثر"، بل الأكثر من ذلك، ابتعدت حتى عن اللغة العربية السليمة، تحت ذريعة "ما علاقة الشعر باللغة!؟". وعلى الرغم مما اسلفت، اطلعت من خلال متابعاتي، على نتاجات راقية، وراقية جدا، في تقديم الصور الشعرية الجميلة، وهذا ما احترمه، وفي نفس الوقت، اضعه في باب "النثر"، او "الشعر المنثور"، الذي يتقن موسيقى الكلمة، وليس موسيقى الشعر. أتمنى ان تروق هذه المجموعة للقارئ الكريم، وأعد بالاستمرار.