الجحيم عالم الهاوية والخطيئة، ودنيا الأسى والعذاب الأبديّ. والمطهر عالم الصعود فوق الجبل الشاهق، للقيام بالتكفير والتطهر من الخطايا، مع الأمل في الخلاص والطوباوية. والفردوس عالم الصعود في معارج السماوات، وعالم السموّ والسلام والطوباوية، والاقتراب رويداً رويداً من جوهر الحقيقة الكبرى. وتتشكل الأرواح الطوباوية بهيئة النور الصافي، الذي تخيلته البشرية رمزاً للروح من قديم الأزمان. وبصفة عامة لا تبدو أرواح الطوباويين بصورتهم في الأرض، بل يظهرون في غلالة من أنوار طوباويتهم، حتى لتكاد تختفي مميزاتهم الفردية، والنور كالظلمة يحجبان كلاهما الرؤية، ويثيران خيال الشعراء. ويظهر الطوباويون وقد أحس كلٌّ منهم بالتعادل الروحيّ، وتملكهم السلام النفسيّ، وامتزجوا بعضهم ببعض، وتآلفوا في محبة الله، وتساموا معاً في بحر الوجود الشامل.
والمطْهر كائنٌ بين الجحيم والفردوس. وهو حال وسط تصبح فيها الجحيم كذكرى للخطايا السابقة، ويشعُّ فيها الفردوس كأملٍ تتطلع إليه الأرواح النادمة التائبة. والجحيم سوداء، مظلمةٌ، خانقة، منعزلة، مليئة بالضوضاء والصراخ والعويل أما المطهر فناصعٌ مضيءٌ تسطع فيه الشمس، ويطلع عليه البدر، وتظهر في سمائه النجوم، وهو مكان هادئٌ وادعٌ، يسوده جوٌ عذبٌ رقيقٌ وحينما تتطهر الروح من الخطايا يرتجف جبل المطهر ويتزلزل، ويرسل صوتاً مدويّاً ابتهاجاً بانتصار الروح الآثمة على ذاتها. وليس في الجحيم غناء أو إنشاد لأنه تعوزها المحبة الشاملة، وتميل الكراهية إلى العزلة والانطواء على النفس، بينما يتردد في أرجاء المطهر الإنشاد والترتيل والترنم والموسيقى، حيث تخرج الأرواح من إحساسها بذواتها، وتطلق أنغامها وأصواتها المتنوعة، وتندمج في شعور واحد من التعاطف والمحبة ومادة الترنم والترتيل أناشيد مقدّسة وصلواتٌ وابتهالات وآيات من الكتاب المقدس، وتعبير عن الألم والأمل والبهجة، والتمدّح بالعذراء وبالسيد المسيح. ويبدو الملائكة أنهم أطيافٌ تكسوهم ألوانٌ من البهجة الصوفية، وتنعكس عليهم أضواء السماء والفردوس.
والمطْهر كائنٌ بين الجحيم والفردوس. وهو حال وسط تصبح فيها الجحيم كذكرى للخطايا السابقة، ويشعُّ فيها الفردوس كأملٍ تتطلع إليه الأرواح النادمة التائبة. والجحيم سوداء، مظلمةٌ، خانقة، منعزلة، مليئة بالضوضاء والصراخ والعويل أما المطهر فناصعٌ مضيءٌ تسطع فيه الشمس، ويطلع عليه البدر، وتظهر في سمائه النجوم، وهو مكان هادئٌ وادعٌ، يسوده جوٌ عذبٌ رقيقٌ وحينما تتطهر الروح من الخطايا يرتجف جبل المطهر ويتزلزل، ويرسل صوتاً مدويّاً ابتهاجاً بانتصار الروح الآثمة على ذاتها. وليس في الجحيم غناء أو إنشاد لأنه تعوزها المحبة الشاملة، وتميل الكراهية إلى العزلة والانطواء على النفس، بينما يتردد في أرجاء المطهر الإنشاد والترتيل والترنم والموسيقى، حيث تخرج الأرواح من إحساسها بذواتها، وتطلق أنغامها وأصواتها المتنوعة، وتندمج في شعور واحد من التعاطف والمحبة ومادة الترنم والترتيل أناشيد مقدّسة وصلواتٌ وابتهالات وآيات من الكتاب المقدس، وتعبير عن الألم والأمل والبهجة، والتمدّح بالعذراء وبالسيد المسيح. ويبدو الملائكة أنهم أطيافٌ تكسوهم ألوانٌ من البهجة الصوفية، وتنعكس عليهم أضواء السماء والفردوس.
ولد رشدي أحمد جواد العامل في مدينة "عنة" 31-3-1934 حيث كانت ماتزال نواعيرها تداعب ماء الفرات وتهمس في ثناياه صوت المدينة الهادئة النائية. وفي ظل ديمومة تجوال والده الوظيفي، "حيث كان مديرا للمال، كما يسمى آن ذاك" تنقل العامل بين عنه وحديثة وراوه و كبيسه، والفلوجة، والعمارة، المكان الأثير لدى ذاكرته ثم بغداد، حيث أكمل دراسته في اعداديتها المركزية. بغداد التي سيبدأ معها بلحظات من عشق جميل. عشق لم ينتهي حتى بعد غياب جسده من ملامسة هوائها. بغداد إني أغار لو لامست أكتافك العارية كفا غريب في الدجى مستثار.
ها هم النحاتون. ازاميل اللون حجارة الونز نحت الخلية النائمة في الحصاة بايد عشر. تحت النبضة التي تركها, اليها اشر, تحت جناحين اللون مسموعة كقلب مرتد عن المذاهب الجسد
عنوان المجموعة الشعرية "ألوان السيدة المتغيرة"هو أقرب إلى معرض فنيّ منه إلى ديوان شعر، وشيئاً فشيئاً، ومع مرور الصفحات، يتبيّن للقارئ البرهان الذي يضعه فاضل السلطاني على مصاحبة الشعر الحديث لفني الرسم والنحت: زرقاءَ كنتِ تحت ذراعي وكان الثلجُ الأزرقُ يُمطرُ زرقاءُ أنتِ كأنّ السماءَ قبعتُك. وكان الليلُ الأزرقُ يمطرُ لا يحتاج الشاعر الحديث الى أن يُكثر من الاستعارة والجناس والتشبيه مثل أسلافه, ذلك أن قصيدته تقوم بالأساس على ما نسمّيه اليوم بالصورة الشعرية، وهي لوحة فنية يقوم بالتفاصيل اللونية وضبط المنظور وتوزيع الظلال وغير ذلك فيها رسّام درس اللون أكثر من الحرف. المرأة تتلون بالأزرق لأن الشاعر يراها زرقاء، وكذلك الثلج الأبيض أزرق اللون، والليل أزرق، والمدينة، والعالم. عندما تُسلب منا كينونتنا بسبب الفقر أو المرض أو الشعور المكثّف بالغربة، يكون ردّ الشاعر عليه أنه يسلب من الوجود - واقعيته - ليعبّر عنه بالكلام الذي يشعر به، لا بما تأتي به صيغ التعريف وفقاً للحساب والعقل والمنطق. ثم تصاحبنا ,
"آن تكون شاعراً" هو الديوان الأخير، من الدواوين الخمسة والعشرين، التي نشرها الشاعر التشيكي "ياروسلاف سيفرت"، الذي توفي في براغ في 10 كانون الثاني من العام 1986 عن عمر يناهز 84 عاماً. كان كتابه هذا، قد صدر العام 1983، في عدد من النسخ لم تصل إلا لقلة من المعجبين بالشاعر، قبل ذلك بسنة، كانت مذكراته "كلّ جمال العالم" قد صدرت في طبعة لم تنجُ مطلقاً من قسوة مقص الرقيب.
"مئات من النصوص القصيرة جداً تشتمل عليها هذه المجموعة الشعرية بعنوان "أنا أقرأ البرق احتطاباً" للشاعر العراقي "حسب الشيخ جعفر". كل منها مكون من ثلاثة أسطر فقط. لا يفصل بين أحدها والآخر عنوان. لا فرق في الشكل بينها جميعاً. لا حواجز تعوق الانتقال من نص إلى آخر. لا صعوبة في المرور بين ضفة أحدها والأخرى. ولكنها من ناحية أخرى تتوحد بالرؤية الشعرية. عادة ما تتوهج هذه الأخيرة في السطر الثالث. السطران الأولان يمهدان، بشكل أو بآخر، لهذه النقلة التي تحدث على وقع المفاجأة. التوهج المشار إليه لا يطرق باب النص بهدوء. لا يستأذن طلباً للدخول. لا يقيم اعتباراً لشيء من هذا القبيل. نراه، بدلاً من ذلك، يقتحم النص اقتحاماً محدثاً جلبة مدوية، على الأغلب، ولكن من خلف جدار الصمت. السطر الثالث في مئات النصوص المتضمنة في الكتاب، هو الضربة القوية التي يعيد بها الشاعر انتاج المشهد واللغة والعالم على حد سواء. بالسطر الثالث، يؤرخ بالرؤيا كل الأشياء والمشاهدات والأحداث والتفاصيل وأجزاء التفاصيل وجزئياتها والوجوه والحكايا وما يتفرع منها جميعاً من سيناريوات يستلزم ايقاظها ضربة قوية كهذه. لا ينفر الشاعر من شيء ولا يستبعد شيئاً بعينه من تحولات الرؤيا. الكون بتفاصيله الصغيرة. واللغة بمفرداتها الصغيرة والمتناثرة..." من هذه النصوص نقرأ: "ما للفتاة وما ليا / تُبدي الستائر من عجائبها وتخفي / وأنا أقص حباليا؟" "قُل أي شيء يا ربيع / الطرق موحلة الى قلبي / وفي الطرق الصبايا يُسرعن بالخبز الدفيء، وبالصقيع.." - جهاد الترك -
تتضمن عدد من النصوص التي تطرح من خلالها الشاعرة قضايا المرأة المعاصرة والتحديات التي تواجهها، كما تنطلق من التراث الكردي وتوظفه في إبراز قوة وشجاعة المرأة في هذه المنطقة عبر العصور. عن المضامين والدلالات التي تحملها المجموعة الشعرية "أنا خارج البيت"
السويد على حافة "النهائي": ذلك ما أسمعه من المجادلات "المرئية" في كلمات هذا الشعر. أزعم ذلك. كثيرٌ من الهمس. كثيرٌ من براعة النطق همساً، أو الصخب باعتدال. للجليد طباعُ الناري هنا... شعر أهل "الشمال النهائي"انتقام من الهدوء "اللامنصف"، شريك الوحدة المعذّب؛ امتداح للناري في جمرة الجليد. لا شيء يبدو بارداً. لا شيء يبدو دافئاً: ثمِّت إقامة في الشعر كعزلة، أو توثيق للشعر كعقد ممهور بختم العزلة النبيلة. عدل الكلمات يتدبّر الحكم بين كلمات لا تتهوّر كثيراً، وبين المشهد منقسماً على نفسه في حصار "الشاعري" للشعر داخل الشعراء: حصار حر لايقوّض المحاصر، بل يستصلح فيه دفاع التأمل على جبهات الألم المتسامح
في البدء أضعُ بين أيديكم نبذةً عن الشعر الأفغانيّ الحديث: للبتّ في أمرِ تحديدِ الفترة الزمنية التي دخل فيها الشعر الحديث إلى أفغانستان، وجبَ عليّ – بوصفي مترجمة - أنْ أعمدَ إلى التمحيص وتحرّي الدّقة، وقد أصبتُ يقيناً مفاده أنّ ثمّة مصادر مختلفة، بعضُها يُشير إلى العام1922 كبداية لتحولات كثيرة طرأتْ على الأدب الأفغاني، بعد ثورة (الثور) عام 1979 ودخول الحزب الديمقراطي الشعبي في الحكومة الأفغانية بدعم من الاتحاد السوفييتي. كان لهذه التغيرات السياسية أبلغُ الأثرِ في نحتِ ملامحَ جديدةٍ للأدب والشعر المعاصرَين، بالتحديد منذ تلك الأعوام حتى عام 1992 كان الأدباءُ يُعرَفون بكتابة الشعر الذي سمِّي آنذاك «شعر المقاومة »، حيث كان جميعُ نتاجِ الشّعراءِ له لونُ الدّم ورائحةُ الحربِ ومشاعرُ الغربة، حقيقةً، إنّ هذا النوع من الشعر بعد مرورِ الزمن وجدَ طريقَه للالتحاقِ بركْبِ الأدب العالمي الحديث. في كتاب طبع عام 1973 الذي يحمل عنوان: (مختارات من الشعر الحديث الأفغاني)، تحدّث (محمد سرور مولايي) عن الشعر الأفغاني الحديث الذي دخل إلى أفغانستان بتأثير من (الشعر النيمايي) الذي أسّسه الشاعر الإيراني (نيما يوشيج)، هذا النوع من الشعر الذي يسمَّى أيضاً بالشعر (السبيد)، أي الحديث، يُكتب في أفغانستان باللغة (الدَّريه).
أنطولوجيا شعرية مهمّة ستنضم إلى المكتبة العربية أخيراً عن «دار المدى». الكتاب الضخم الذي يقع في 900 صفحة يحمل عنوان «أنطولوجيا الشعر البولندي في خمسة قرون – من كوهانوفسكي حتى 2020»، جمع فيه الشاعر المترجم العراقي هاتف الجنابي 400 قصيدة من نتاجات الشعراء البولنديين، على مدى خمسة قرون. فضلاً عن المقدّ مة الوافرة، ترجم الجنابي قصائد 63 شاعراً وشاعرة من مختلف الأجيال والحساسيات والحقبات التي تتضمّن شعراء العصر الباروك وعصر التنوير، والحرب العالمية الثانية وما تلاها، وصولاً إلى الأجيال اللاحقة بالتزامن مع تحوّلات بولندا الحديثة.
منذ بدايات الشعر الفارسي الحديث ظهر شكلان أساسيان مهمان هما: الشعر النيمائي ويحمل هذا الشكل قالباً ووزناً جديداً , بينما يدعى الشكل الثاني (السبيد) أوالشعر الحر ،وهوشكل خال من الوزن والقافية لكن الإيقاع الداخلي له أثر واضح عليه . لقد اتجه الشاعر الإيراني المعاصر في قصيدته مفارقاً لتقنيات القصيدة الكلاسيكية ومنها التشفير ,مقترباً بذلك نحو الواقعية, مبتعداً عن المجاز وتمثيلاته، بحيث صار أكثر احساساً بما يدور حوله مما جعله أكثر ابداعاً وحرية في التعبير عن تجربته الإنسانية، وطموحاته التي تتجاوز الممنوعات التي تصنعها الأنظمة القمعية المتخلفة القادمة من ظلام القرون الوسطى. من جانب آخر فالشاعر الكلاسيكي الإيراني مستمر في شكله الشعري لاتفارقه الأساليب البلاغية ذاتها من الاستعارات والتشبيهات ونزولها في المحتوى نفسه وهو التعبير عن العشـق والفــراق والحب الحقيقي والمجازي والرثاء والتصوف