تدور أحداث الرواية حول قصة طالبة تسمي ' فرح ' تفوز من قبل دولتها الكويت بشرف تمثيل بلدها في السويد لتكمل أبحاثها في علم الأحياء شريطة اجتياز الاختبار هناك من بين طلبة آخرين لدول أخري. هناك في البيئة الجديدة والغربة الموحشة بالنسبة إليها تنفجر الأسئلة من خلال بعض المواقف المفاجئة والتي لا تخلو من غرابة، أو من خلال هذا الارتطام الصامت والقوي بين مواطنة ' التي هي فرح ' ومواظن ' بدون ' اسمه ' ضاري ' المقيم منذ أكثر من عشر سنوات في السويد، إنه علي ما يبدو ارتطام ' ضاري ' بالوطن من خلال ' فرح' أو إنه ارتطام الوطن بالبدون من خلال ' ضاري '، والارتطام كعنوان اختارته الكاتبة لروايتها معبر ويشي بالكثير، فالارتطام هو اصطدام بدني قوي بين جسمين أو شيئين كبيرين وثقيلين، إنه اصطدام يأتي من بعد، من مسافة كبيرة وبسرعة فائقة يحصل، انه ارتطام بين نيزك وكوكب، أو بين كوكب وآخر، إنه في هذه الرواية يأخذ رسالة قوية لمعناه: ارتطام بين وجهين أو بين وجهي شخصين أضحيا رمزا لوطن ولغربة عن الوطن، للهوية وللاهوية، فالمسافة بينهما تقاس بمدي قسوة الاغتراب ' المسافة بين الكويت والسويد ' في اللغة واللسان والوجه والمناخ والعادات والتقاليد، وفيه يقاس مدي غربة الإنسان عن ذاته أيضا، كاغتراب ' ضاري ' الذي ترعرع في الكويت ثم بعد عنها حاملا حبها بين ضلوعه، وهو العاشق الدائم لمطرها ولنخيلها
تحت عنوان "الأعمال الشعرية" تقدم هالة النابلسي ترجمة للأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي "آرثور رامبو" (1854-1891) الشاعر الذي أثنى عليه فيكتور هوجو في بداياته وقبل أن يبلغ الحادية والعشرين توقف كلياً عن الكتابة، وباعتبار رامبو مشاركاً هاماً في حركة التدهور على ما ترى "المترجمة"، فقد أثر بطبيعة ا لحال في الأدب الحديث وكذلك الموسيقى والفن، ويُشار دوماً إلى رامبو على أنه واحد من الطائشين المتحررين من الأخلاق والعادات، وقد سافر في رحلات كثيرة إلى ثلاث قارات قبل أن تنتهي حياته في السابعة والثلاثين بمرض عضال هو السرطان. قدّمت المترجمة هالة النابلسي للكتاب بمقدمة أشارت فيها أن إنجاز هذا العمل استغرق واحداً وثلاثين عاماً، و"رامبو" بالنسبة إليها "مشروع العمر"، "كان شعره ينسرب داخلي ببطءٍ ليعود فيولد ثانية محافظاً على جميع قسماته وخصوصيته...". يقسّم الكتاب إلى سبعة أجزاء تمضنت ترجمة لأعمال رامبو وجاءت تحت العناوين الآتية: 1-الموسم الأول: الطفولة، 2-الموسم الثاني: الطريق المفتوح، 3-الموسم الثالث: الحرب، 4-الموسم الرابع: القلب المعذب، 5-الموسم الخامس: الحاكم، 6-الموسم السادس: الروح المعذبة، و7-الموسم السابع: بعض الجبن المتأخر.
اضطروا للانتظار على الرصيف أكثر من ساعتين. أكلوا فلافل ومخللات، وتركوا حصة ابن مالك ملفوفة في ورق الجرائد. أما الصورتان اللتان جاء بهما، فقد كانتا من حجم واحد. يظهر عبد الناصر في الأولى، وهو ينظر إلى اليسار، وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه، أما في الثانية فيمشي بالطول الكامل، وحيداً، وضاحكاً، وهو يخطو برجله اليمنى إلى الأمام ويرفع اليسرى قليلاً، استعداداً للمتابعة. كان واضحاً أنها التقطت على أساس عاطفي، وقد حاول المصور فيها أن يجسد بالأحماض والعدسة، تلك العلاقة التي تربط القائد بالناس. فمن الواضح، أنه يسير نحوهم، وأنهم يحتشدون خلف الورق الأبيض المقوى (فيما بعد سوف تتحول مشية عبد الناصر المرتجلة وضحكته البيضاء إلى نموذج يسحر شباب السماقيات الذين سيأتون إلى نازي حطاب، ليستخدم أقصى طاقاته الفنية من أجل التقاط الصور لهم، وهم ينفذون تلك المشية الرئاسية السامية، قال حليم لابن مالك: "كثر خيرك، كنا تبهدلنا لولاك". فشعر ابن مالك بالاعتذار، لا لأنه أنقذ اللجنة من ورطة فقط، وإنما لشعوره بالقرابة مع الرئيس فلم يعنه في يوم من الأيام، الخداع والرياء اللذان يظهرهما كثيرون في حبه، لأن ميثاقه الشخصي معه مكتوب بلغة تشبه رباط المشيمة. "أنا أحبك" همس من أعماقه للوجه الحنطي. (في تلك الليلة، حلم أنهما وقفا معاً أمام كاميرا نازي، وكان شعر الرئيس أسود كالليل، وحين التفتا إلى اليمين، رفعا أيديهما لتحية الناس. ثم رآه يلقي كلمة، وهو بالزي العسكري أمام حشود كالنحل، تهتف وتهلل وترفع الأيدي. وهو يقول: أيها الأخوة المواطنون، رأى نفسه جالساً في السيارة المكشوفة قربه، وحين حملوها انقلبت، فاستيقظ، وصار يقول: "خير إن شاء الله".".
ميخائيل شولوخوف ولد في 24 مايو 1905 وتوفي في 21 فبراير 1984. حصل شولوخوف على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1965. وأوّل كتاب نشره هو «حكايات الدون» 1926 وهو مجموعة قصص قصيرة. وفي عام 1925 بدأ روايته الشهيرة «الدون الهادئ»، وقد استغرق 12 عاماً في كتابتها. وقد اعتبرت كتابات شولوخوف النموذج الأمثل للواقعية الاشتراكية. كتب ميخائيل شولوخوف روايته الملحمية «أرضنا البكر» في ظروف صعبة للغاية بالنسبة له وللفلاحين في الاتحاد السوفيتي، ولاسيما في مناطق وسط روسيا على ضفاف الفولجا والدون. لقد أنجز شولوخوف كتابة «أرضنا البكر»، التي أراد فيها أن يصوّر محنة الفلاحين القوزاق في فترة فرض نظام الكولخوزات قسراً عليهم، وتحول الفلاحين إلى «موظفين» لا يهتمون البتة بالأرض التي كانوا يحلمون بأن تصبح ملكاً لهم. وهذا بالذات ما أدى الى انهيار الزراعة في العقود التالية لحد أن البلاد اضطرت لشرائها من الخارج بمليارات الدولارات سنوياً. وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عمل شولوخوف مراسلاً في الجبهة، وهناك تلقى نبأ مصرع أمه لدى قصف الطيران النازي لبيته. ومن ثم كتب «مصير إنسان» و«قاتلوا من أجل الوطن». وبعد ذلك توقف عن الكتابة تقريباً، ربما بسبب خيبة أمله من النظام ومن الأوضاع في البلاد عموماً. ويقال أنه أراد أن ينسى الهموم في مقارعة بنت الحان، وفارقته إلهة الشعر والإبداع.
أنحن مرئيون ؟ إشكال محض ، فها نحن قوغل في الأزقة من دون أن يلتفت إلينا أحد قط . وكانت خالية تلك الأزقة بعض الشيعة الكع فمك ماة مهرولين ، بين حين وآخر . وكلما تقدمنا فيها تكشف لنا أنها تفضي إلى طرق أومعه و في البيوت الوطيئة ، التي تزدهر فناءاتها بهياكل سيارات رثة ، وإطارات المطاطه إلى بيروت لأكثر قالولن تزدهر فناءاتها ببعض الشجر ، وبآلات أقل رثاثة . وتفضى هذه بدورها إلى حارات عالية وأخرى شاهقة ، تنتصب فوقها أدغال من هوائيات التلفاز المعدنية . و أوغلنا كثيراً على ما نعتقد ، حتى استوقفتنا مارة بالمشهد الذي كان يجري أمامها . رجلان بقناعين ، يمسكان بقضبان حديدية يصهر انها بوساطة نافورة من اللهب الأزرق . فهما كانا يلحان بوابة أجزاء إلى أجزاء . وكانا يستوقفان كل داخل ليعطياه مفتاحاً . والواضح أنها إنها عمدا إلى إغلاق مدخل العمارة ببوابة معدنية إسرافاً ، ربما ، في ابتغاء الأمان ، لأنهما كانا يسترسلان في الإشارات ، كلّما أعطيا شخصاً مفتاحه ، مباعدين بين أذرعهما ، ناظرين إلى الأعلى ، وإلى الأسفل ، كأنها يقيسان المدخل شبراً شبراً ، ويحدّران من الشر المنتظر إذا لم تُثبّت عوارض هنا ، وعوارض هناك . وكانا ، في أثناء هذا كله ، هرولان إلى الداخل ، محتمين بالجدار الذي يجاور الدرج ، كلما سمعا صوتاً يشبه صوت الطبل في كهف ، أجوف مشخشاً ، ثم يرجعان ، في حذر غير واضح ، إلى إكال عملها ، وهما يرفعان سيقان بنطاليها ، من الركبة إلى ما فوقها ، بحركة آلية يحفظان بها مرونة انحناء السيقان إذا قَرَفَهَا . شاعر وروائي سوري ، كردي ، قوي البناء ، فريد ، نسيج وحده في وصف النقد لأعاله . يجب له أنه تَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها ، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصّ لا ينفصل عن جسدها ، حتى كأنّ اللغة لم تُعَدّ وساطة إلى السرد ، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية . . ويُحسَب له في الشعر أنه أب نفسه ، من القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها . ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب . عنيد في نحته العبارة بلا خوف من المجازفات ، وكل كتاب اله ، في الشعر والرواية ، موسوعة مختصرة