إن أدب الغزل في بلاد الرافدين الذي جاءنا متكاملا حيويا مؤثرا من خلال النصوص المسمارية المدونة باللغتين السومرية والأكدية منذ ما يقرب من خمسة ألاف سنة، وكذلك مشاهد الإثارة التي صورتها الفنون المرئية العراقية القديمة، كل هذه الوثائق عرضت لنا المراحل السرّية والعلنية، المقدسة والدنيوية لخفايا الحب والغزل والجنس عبر المراحل الحياتية للمرأة والرجل.
وهو الجزء المعلن والأخير من حياتها. لقد أحدث موتها مع إحدى ابنتيها صدمة في الأوساط الثقافية العراقية. كانت حياة شرارة تسعى إلى الانتصار على الألم عن طريق الكتابة وكانت الكتابة آخر خنادقها في مواجهة الموت الذي انتصر عليها أخيراً، بل وأقنعها بالذهاب إليه بقدميها طوعاً وكانت روايتها "إذا الأيام أغسقت" وصيتها إلى عالم يغرق في ظلامه.
ما الذي ستصير اليه ( إذا كنت تحب ؟؟ لن يعرف تلك الصيرورة سوى العشاق الذين خبروا الشغف والتوق والتفتح واكتملت ذواتهم بالتحولات التي ينجزها الحب ، فكل عشق أو موجة حب تعبر أفقنا تحول الحياة البشرية الخامدة إلى أسمى درجات التأنسن بفاعلية الشغف وتوهجات التوق وتفتح الروح وتمنح المرء قدرة التحليق واستيلاد الروي الأحلام ، عند صعود الحب بين كائنين يسجل الموت إحدى هزائمه ففي الحب لا نأبه بالمخاطر والموت ونجازف لمغادرة مألوف حياتنا وكلما تعثرنا بلغات الحب وتراتيل العشق تتقاطر النجوم على أرواحنا وتضاء أرواحنا ، وتحدق بنا تجليات الجمال حين نتهجى الجسد في مباهج الحرية ونفلت من قيود الزمان والمكان ..يخطئ من يظن أن موضوعه الحب يمكن أن تستنفدها القصص والروايات والملاحم . فالحب طاقة فيضية متجددة كمثل طاقة الكون العظيم ومن فيوض الحب تخصب حياة البشر وأحلامهم وتتفجر طاقاتهم الحبيسة وقدراتهم وتعلو بهم الفيوض إلى مرتقيات لم يكونوا ليبلغوها دون تجربة حب .. وهل بغير الحب تسمو الحضارات ويتأنسن البشر ؟