رواية "أبشالوم، أبشالوم" للكاتب الأمريكي الشهير وليم فوكنر والتي يقول عنها "أعتقد أنها أفضل رواية كتبها أمريكي حتى الآن"، وإذا أخذنا بالاعتبار أن أبشالوم كُتبت بعد الصخب والعنف، التي نال عليها جائزة نوبل عام 1949، يمكن لنا أن نتخيل مدى اعتزاز فوكنر برواية "أبشالوم، أبشالوم"، والجهد الحثيث الذي بذله لكتابتها، وكم أعطاها من قلبه وروحه، ومقدار رضاه عن تحفته الروائية هذه التي قدم فيها صوراً شعرية، ورموزاً وأحلاماً تطارد صاحبها حتى الرمق الأخير.
يتحدث هذا الكتاب عن بعض الرجال والنساء الذين خاطروا بحياتهم، وعن شجاعتهم في مواجهة تحديات مذهلة، وحول طبيعة الصدفة؛ حول الظلم الكبير الذي يتعرض له بعض الأشخاص حين يتمّ جعل المآسي التي واجهتهم من أسرار الدولة؛ حول الأحداث المأساوية، والروايات المتعددة للحقيقة. في كثير من الأحيان، تنبع البطولة من الأف عال التي تتمّ بطريقة غريزية وسط سخونة الحدث، وتسببها ظروف خارجة عن السيطرة. هناك فكرة تقول: «لقد قاتلوا حتى آخر رجل وإلى النفس الأخير »، حيث يفتدي الأفراد حياتهم بأغلى ما يملكون على أمل أن يعيشوا براحة، وعندما تبدو الإبادة أمراً حتميّاً، فلن يكون أمامهم إ التضحية بكل ما يملكون لأجل أن يحصلوا على أدنى فرصة لأن يعيشوا يوماًًً واحداً زيادة. شهد التاريخ أمثلة عدة عن رفض الكثير من الأفراد الاستسلام. في الحرب العالمية الثانية، قرّر اليابانيون الانتحار بسبب إيمانهم الديني بأن حياتهم كانت ملكاً لإمبراطورهم. كان منتشراً بين مقاتليهم ما يعرف بـ «السلوك القتالي الجدير بالثناء »،
يعرض هذا الكتاب الآراء المتضاربة في شرح مفهوم "علم العمران" الخلدوني، كثير من هذه الآراء والشروحات أعطت ابن خلدون الأولوية أو الفضل في اكتشاف جوانب عديدة من العلوم الاجتماعية. فهناك من يرى أن ابن خلدون هو "أول" من وضع أسس العلوم الاجتماعية، أو على وجه التحديد، إنه "مؤسس" فلسفة التأريخ، و"أول عالم اجتماع، والمفكر الذي وضع الأساس الرئيسي للأثنولوجيا، و"الرائد" ف يعلم السياسة، و"الأب" لعلم الاقتصاد، ومن أوائل من اهتم بدراسة علم الجغرافية البشرية وعلم التربية الاجتماعية.
انتقامًا من موت طِفلتي في العراق، أنجبتُ سبعة وعشرين طفلًا في إسبانيا وكولومبيا». بهذه العبارة يفتتح محسن الرملي روايته (أبناء وأحذية)، ويهديها «... إلى الذين بَعثرَت الأقدارُ أحلامَهم؛ فرمَّمُوها بأُخرى». حيث تحفل هذه الرواية بالتنوُّع الثَّريِّ في الشخصيات والأحداث والأماكن والمواقف والأفكار والعواطف، مُشيرةً إلى تشابُه ما هو إنسانيٌّ في العمق، على الرغم من الاختلاف في الثقافات. وتعيد طرح التساؤلات حول مواضيع إنسانية كبرى، والمفاهيم التي طالما أعادت الآدابُ الخالدة طَرْحَها في مختلف العصور: الخير والشر، الحب، الحلم، الحرية، القَدَر، الموت، الأخلاق، والعلاقات العائلية وأثرها في رسم مصائر الأشخاص. كل ذلك بأسلوب الرملي الذي وصفته صحيفة (الغارديان) العالمية بأنه «ينحو -أحيانًا- للتَّشَبُّه بتولستوي، في تركيزه على التفاعل بين الشخصيات خلال تدفُّق نهر الزمن (الذي يمرُّ من بينهم ومن حولهم)، وفي إحساسه بالحياة الفردية وعلاقتها بالمجتمع... محسن الرملي من نجوم الأدب العربي المعاصر». سبق وأن حَظِيَتْ أعمالُه باهتمام القُرَّاء والنُّقَّاد، شرقًا وغربًا، وتُرْجِمَتْ إلى عدَّة لغات، كرواياته: (الفَتيت المبعثَر) التي فازت ترجمتها الإنكليزية بجائزة أركنساس 2002، و(تَمْرُ الأصابع) و(حدائق الرئيس) اللتين تَرشَّحتا ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2010 و2013، ونالت الترجمة الإنكليزية لـ (حدائق الرئيس) جائزة القلم الدولي 2016. ورواية (ذئبة الحُبِّ والكُتب) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015
رواية عن الشّرق الفرنسي المهمّش الذي لا نعرفه، عن منطقة ألقى الانحسار الاقتصادي بظلاله عليها، وأحلام انطفأت بانطفاء المصانع. مصائر أشخاص تتباعد وتتداخل في توليفة اجتماعيّة خلال أربعة أصياف متتالية في سنوات التّسعينيات. من سنة 1992 إلى سنة 1998، تتفرّع حكايات الأبناء والآباء، وتغذّيها أحلام مسعورة بالهروب من واقع بائس. فتتشابه المصائر، كلعنة أبديّة. مراهقون تمرّدوا على النّواميس العائليّة، وآباء رجّتهم الحياة بتفاصيلها الحادّة. ويسبح الجميع في فلك الشّقاء، طامعين في مستقبل يخرجهم من دوّامة التّفاصيل المؤرقة لمنطقة الوادي. وتدور الأحداث في كيمياء اجتماعية متقلّبة بين الكُحُول والحشيش والحُبّ والرّفض والطُّمُوح والفَشَلِ، بين الرّغبات والواقع، حيثُ تتخضّب الحِكايَاتُ بمسائل الهُويّة والمهاجرين والعرب والضّواحي الفرنسية المهمّشة والسّياسات المرفوضة. فكيف نحتت الحياة البائسة في منطقة الوادي مسألة الشّعور بالانتماء؟ وكيف صهرت أفران الحديد الصّدئة مصائر الآباء وأبنائهم؟. المُترجِم.
هذه التفاصيل كلّها – من أين أتيتَ بها؟! فقد تشنّجت معدتي تقريباً بسببها. هذا كلّه – كأنّي أراه بأم عيني، أنت ابن كلب! أنت شكسبير أشعث! شيللر مغبَرّ! ما الذي يحدث هناك – في هذا الرأس الأصمّ المُوْبِر، ها، قل؟ أيّ شياطين موجودة في داخلك؟ – وبعد أنْ قفز إلى باخ، قرَّب هوفمان منه حسب العادة وجهه الجميل كثيراً وهزَّ منخريه فجأة وخفق برموشه. هذه هي المرة الثانية التي نقول فيها هذا بأعلى أصواتنا لغوزيل ياخينا، ونحن نقرِّب حسب العادة وجوهنا الجميلة إلى السطور التي كتَبَتْها. ولا يمكننا التوقف عن القراءة. وكلّما نقرأ أكثر نندهش أكثر. في الرواية الأولى التي اشتهرت بسرعة بعد عام واحد من ظهورها لأول مرة، والتي صدرت في ثلاثين ترجمة ونالت أفضل الجوائز الأدبية العالمية، أخذتنا ياخينا إلى سيبيريا وفي الوقت نفسه أظهرت لنا الروحية التترية في داخلها، وفي روسيا، ويمكن للمرء أن يقول في داخلنا جميعاً. والآن تغمر القارئ في ماء نهر الفولغا البارد، في الطحلب الجليدي والخث، وفي التماوج والوحل، في إتيل – بولغو – سو، و «فكره الشعبي»، إنها مثل نهر الفولغا، العميق، تتلمَّس أيضاً الروحية الألمانية في داخلها وفي روسيا، ويمكن أنْ نقول، في داخلنا جميعاً.
يهدف هذا الكتاب إلى تقديم رؤية تفصيلية محققة للبسطامي، عن طريق اقتراح جمع كتاباته الصوفية التي تتركز في مساحة كبيرة منها في النص الشطحي الذي انتشر في البيئة الصوفية الإسلامية في القرن الثالث الهجري، واهتم الكتاب بتقديم موقف ايتمولوجي عن مفهوم الشطح، وعرض خصائص هذا النص الذي يرتبط بمضاعفات اللغة الصوفية ونظمها وبنيتها، عن طريق فحص علاقة هذا المفهوم بمحددات فكرة التأويل التي أنتجت بشكل أو بآخر جانباً فعالاً من المعرفة الإسلامية، وكشفت عن تجليات البناء المعرفي للظاهرة الصوفية.