«الحبّ هو ما يحدث بين اثنين يحب كلاهما الآخر» روجي قايان. قبل العشاء عند لوك، قضيتُ يومين محتملين للغاية. في النهاية ماذا لدي كي أفعله؟ المذاكرة الامتحان لن يفضي بي إلى الشيء الكثير، التسكع تحت الشمس، أن أكون محبوبة دون أن يكون ذلك مُتبادلاً من جهتي نحو برتران؟ مع أني أحبه. الثقة، العطف، التقدير لا تبدو لي أشياء بلا وزن وقليلاً ما أفكر في العشق. غياب العاطفة الحقيقيّة يبدو لي السّبيل الأكثر طبيعية للعيش. العيش في تجلياته القصوى، هو أن يرتب المرء نفسه ليكون سعيداً أكثر ما يمكن. وهذا ليس سهلاً. أسكن في نوع من الإقامات الداخلية لعائلة مُؤلفة فقط من طالبات. الإدارة مُتفهمة وفي استطاعتي العودة عند الواحدة أو الثانية صباحاً. سقف غرفتي واطي وهي كبيرة وعارية تماماً، الأن مشاريع تزويقها سقطت كلها في النسيان. لستُ مُتطلبة كثيراً فيما يخص الدّيكور إلا فيها يزعجني. تضوع في الغرفة رائحة القاطعات الفرنسية التي أحبها بشكل خاص. تفتح نافذة على ساحة سورها قصير، تقبع فوقه ساء متأكلة دائماً، أسيئت معاملتها من جانب باريس، تهرب أحياناً في شكل آفاق تعلو شارعاً أو شرفة، مُؤثر وعذبة. أستيقظ، ألتحق بالدّروس، أجد برتران، نتناول الغداء، هناك مكتبة التربون، البناء العمل، شرفات المقاهي، الأصدقاء. مساء نذهب للرّقص، أو نعود إلى شقة برتران، نتمتد اما به نارس الحب، ثمّ نظل نتحدث طويلا في العتمة. كنت بخير وكان دائاً ثية في أعاني ما و الداية الساخنة الحية، طعم الضجر، الوحدة والحماس في فترات أخرى أحدث نفسي أحياناً بأني مُصابة بالتهاب الكبد.
رواية "أبشالوم، أبشالوم" للكاتب الأمريكي الشهير وليم فوكنر والتي يقول عنها "أعتقد أنها أفضل رواية كتبها أمريكي حتى الآن"، وإذا أخذنا بالاعتبار أن أبشالوم كُتبت بعد الصخب والعنف، التي نال عليها جائزة نوبل عام 1949، يمكن لنا أن نتخيل مدى اعتزاز فوكنر برواية "أبشالوم، أبشالوم"، والجهد الحثيث الذي بذله لكتابتها، وكم أعطاها من قلبه وروحه، ومقدار رضاه عن تحفته الروائية هذه التي قدم فيها صوراً شعرية، ورموزاً وأحلاماً تطارد صاحبها حتى الرمق الأخير.
يتحدث هذا الكتاب عن بعض الرجال والنساء الذين خاطروا بحياتهم، وعن شجاعتهم في مواجهة تحديات مذهلة، وحول طبيعة الصدفة؛ حول الظلم الكبير الذي يتعرض له بعض الأشخاص حين يتمّ جعل المآسي التي واجهتهم من أسرار الدولة؛ حول الأحداث المأساوية، والروايات المتعددة للحقيقة. في كثير من الأحيان، تنبع البطولة من الأف عال التي تتمّ بطريقة غريزية وسط سخونة الحدث، وتسببها ظروف خارجة عن السيطرة. هناك فكرة تقول: «لقد قاتلوا حتى آخر رجل وإلى النفس الأخير »، حيث يفتدي الأفراد حياتهم بأغلى ما يملكون على أمل أن يعيشوا براحة، وعندما تبدو الإبادة أمراً حتميّاً، فلن يكون أمامهم إ التضحية بكل ما يملكون لأجل أن يحصلوا على أدنى فرصة لأن يعيشوا يوماًًً واحداً زيادة. شهد التاريخ أمثلة عدة عن رفض الكثير من الأفراد الاستسلام. في الحرب العالمية الثانية، قرّر اليابانيون الانتحار بسبب إيمانهم الديني بأن حياتهم كانت ملكاً لإمبراطورهم. كان منتشراً بين مقاتليهم ما يعرف بـ «السلوك القتالي الجدير بالثناء »،
يعرض هذا الكتاب الآراء المتضاربة في شرح مفهوم "علم العمران" الخلدوني، كثير من هذه الآراء والشروحات أعطت ابن خلدون الأولوية أو الفضل في اكتشاف جوانب عديدة من العلوم الاجتماعية. فهناك من يرى أن ابن خلدون هو "أول" من وضع أسس العلوم الاجتماعية، أو على وجه التحديد، إنه "مؤسس" فلسفة التأريخ، و"أول عالم اجتماع، والمفكر الذي وضع الأساس الرئيسي للأثنولوجيا، و"الرائد" ف يعلم السياسة، و"الأب" لعلم الاقتصاد، ومن أوائل من اهتم بدراسة علم الجغرافية البشرية وعلم التربية الاجتماعية.
انتقامًا من موت طِفلتي في العراق، أنجبتُ سبعة وعشرين طفلًا في إسبانيا وكولومبيا». بهذه العبارة يفتتح محسن الرملي روايته (أبناء وأحذية)، ويهديها «... إلى الذين بَعثرَت الأقدارُ أحلامَهم؛ فرمَّمُوها بأُخرى». حيث تحفل هذه الرواية بالتنوُّع الثَّريِّ في الشخصيات والأحداث والأماكن والمواقف والأفكار والعواطف، مُشيرةً إلى تشابُه ما هو إنسانيٌّ في العمق، على الرغم من الاختلاف في الثقافات. وتعيد طرح التساؤلات حول مواضيع إنسانية كبرى، والمفاهيم التي طالما أعادت الآدابُ الخالدة طَرْحَها في مختلف العصور: الخير والشر، الحب، الحلم، الحرية، القَدَر، الموت، الأخلاق، والعلاقات العائلية وأثرها في رسم مصائر الأشخاص. كل ذلك بأسلوب الرملي الذي وصفته صحيفة (الغارديان) العالمية بأنه «ينحو -أحيانًا- للتَّشَبُّه بتولستوي، في تركيزه على التفاعل بين الشخصيات خلال تدفُّق نهر الزمن (الذي يمرُّ من بينهم ومن حولهم)، وفي إحساسه بالحياة الفردية وعلاقتها بالمجتمع... محسن الرملي من نجوم الأدب العربي المعاصر». سبق وأن حَظِيَتْ أعمالُه باهتمام القُرَّاء والنُّقَّاد، شرقًا وغربًا، وتُرْجِمَتْ إلى عدَّة لغات، كرواياته: (الفَتيت المبعثَر) التي فازت ترجمتها الإنكليزية بجائزة أركنساس 2002، و(تَمْرُ الأصابع) و(حدائق الرئيس) اللتين تَرشَّحتا ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2010 و2013، ونالت الترجمة الإنكليزية لـ (حدائق الرئيس) جائزة القلم الدولي 2016. ورواية (ذئبة الحُبِّ والكُتب) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015