اصدر هذا الكتاب كمبادرة لمواجهة عسف نظام البعث الصدامي وتصفياته الجسدية التي طالت المئات من الشيوعيين والديمقراطيين تحت التعذيب وبالإعدامات والاغت. . . يالات المنظّمة بوسائل ابتكرتها المنظمة السرية التي كان يقودها ويشرف عليها صدام حسين شخصياً، عشية انفراده بالسلطة بعد إزاحة أحمد حسن البكر عن رئاسة الجمهورية فيما يُشبه انقلاباً، إن لم يكن انقلاباً مبتكراً في سلسلة الانقلابات التي شهدها العالم العربي طوال الأربعينيات والخمسينيات وما بعد ذلك ، وحتى يومنا هذا، وربما حتى «يوم الدين»، إن لم نشهد استنهاضاً شعبياً واعياً ومنظماً يقتلع جذور الاستبداد ويصفّي مظاهره . كان الدكتاتور قد أصبح على ثقة بـ«اقتداره» على المضي في تصفية الحزب الشيوعي سياسياً بوسائل الإبادة الجسدية الشاملة، بعد أن أجهض الثورة الكردية، وأفرغ البعث نفسه من إمكانية مقاومة مطامعه في فرض سلطته المطلقة، وجعل الحزب الشيوعي «مكشوفاً» أمام وسائل قمعه نتيجة نهجه المتخم بقناعة واهمة بجدية توجه «البعث الجبهوي» وادعاءاته بالتخلي عن السياسة الدموية التي انتهجها بعد انقلابه في ٨ شباط . وفي خطوة تصعيدية بالغة القسوة والتعسف المكشوف، أقدم صدام على إعدام كوكبة من الشيوعيين بزعم انضمامهم إلى التنظيم العسكري للحزب الشيوعي. ولم تكن تلك الخطوة سوى رسالة بالدم الزكي إلى قيادة الحزب، تدعوه للدخول في «خيمة البعث» أي التخلّي عن أُسس وركائز وجوده أو مواجهة التصفية . انبثقت فكرة ترجمة الكتاب ونشره في فورة الأحزان والشعور العميق بالخيبة التي كانت تلازمني وأنا أتابع ما يتعرض له يومياً مئات الرفيقات والرفاق من ملاحقات واعتقالٍ وتعذيب لا نظير له، وتحت قهر التزام الصمت، بل وأحياناً كآبة الموقف بسبب التواطؤ الضمني، تنفيذاً لسياسة الحزب بـ«ليّ الحقائق» ومجافاتها للواقع حول تلك الأهوال التي تحاصر منظمات الحزب وأعضاءه، باظهارها في اعلام الحزب كما لو أنها مجرد «حوادث» غامضة، تحتل مكاناً خجولاً في جريدة الحزب من دون أن تنال بطولة المناضل وبسالة صموده ما يستحقه من نعي وتشييعٍ واستذكار
انصتوا إلى هزائمنا... خسرْنا. ليس لأنّنا لم نكنْ جديرين، ليس بسبب أخطائنا أو لنقصٍ في فطنتنا، لم نكن أكثرَ تعجرفاً أو جنوناً من الآخرين، غير أنّنا نعانق الهزيمةَ لأنّه ما من انتصارٍ والجنرالات الرافلةُ بالأوسمة، الطواطمُ التي تعبدها المجتمعاتُ بحماسة، يوافقون، ويعلمون بذلك منذ البداية، أوغلُوا بعيداً جداً، تاهُوا لمدّة أطولَ من أن يعود هناك مكانٌ للانتصار.» لقاء بمحض الصدفة يجمع عاصم (عميل الاستخبارات الفرنسيّة) ومريم (الآثاريّة العراقيّة)، في فندق في مدينة زوريخ السويسريّة، أو عند حافة الهاوية، إذ سرعان ما يتكشّف الوهن الذي يكتنف حياتهما. عاصم ينتابه السأم، ورغم نجاحه في جميع المهمّات التي أوكلت إليه يشعر بالهزيمة عميقة في داخله: «لماذا لا يكون هناك أبداً لحظات فرح خالص لا يعقبها شيء سوى حياة ترفل بالسلام نعيشها في دَعَةٍ؟». مريم تعمل على إنقاذ القطع الأثريّة في أكثر بقاع الأرض توتراً، حيث تستحكم الهمجيّة ويصعب تفادي الهزيمة. «لا يكتفون بمتحف الموصل. يتقدّمون، وفي كلّ مكان يمرّون فيه، يحطّمون التماثيل وينسفون الآثار... يتقدّمون... يمحون المواقع واحداً واحداً، النمرود، الحضر... بمطارق، بجرّافات...» ثمّ لا تلبث هذه السرديّة أن تتساير مع ثلاث سرديات أخرى تخرج من التاريخ (هنيبعل، أوليس غرانت، هيلا سيلاسي)، تجاور هذه السرديّات يمنح اللحظة الراهنة إمكانيّة التأمّل كما يشحن تجارب التاريخ بحرارة الراهن، ما يؤكّد على ترابط الأزمنة في صيرورة تعبر مثل نشيد ترجيديّ يتردّد صداه في مصائر البشر على خلاف أزمنتهم وأماكنهم. فما من حدود واضحة تفصل الانتصار عن الهزيمة، واللذين يخضعان في الغالب للصدفة، طالما لن تكون المحصّلة سوى موت وصدوع، ما يجعل الانتصار -أيّ انتصار- هشاً أو مرحلة من مراحل إنضاج الهزيمة التي لا فكاك منها أمام الذات، وأمام الزمن. وبالتالي يكون مبرّراً لنا التّساؤل إلى أيّة هزائم تهيئنا انتصاراتنا؟ وكيف يمكن أن نعانقها إذا بدا واضحاً زيف ما عداها؟ رواية مقلقة وقاتمة، مشغولة برهافة جارحة، وبنبرة ملحميّة غنائيّة عالية، تصدر عن تأمّل طويل وعميق في التاريخ البشري، حيث الفن والحب والشعر وكل ما تعرّف فيه الحضارة عن نفسها خير ما فيه. لوران غوديه (المولود سنة 1972 في باريس) واحد من أميز الكتّاب الفرنسيّين المعاصرين، يكتب المسرح والروايّة والقصّة القصيرة، نالت روايته «موت الملك تسونغور، 2002» جائزة غونكور للطلبة، إضافة إلى جائزة المكتبات سنة 2003، كما حازت روايته «شمس آل سكورتا» على جائزة غونكور سنة 2004، والتي تعدّ أرفع جائزة أدبيّة فرنسيّة
هذا الكتاب، هو باكورة أعمال ينتجها المركز اللبناني للدراسات والحوار والتقريب، تتمحور حول متابعة المسألة السياسية في التفكير والوعي الإسلامي الشيعي، رصداً وبحثاً وتحليلاً. ولما كان حاضر الفكر السياسي الإسلامي الشيعي لا ينفصل عن ماضيه الإسلامي ولا عن خصوصياته التي تميزه من دون أن تفصله عن العام الإسلامي، ولم يكن بالإمكان فهم أو تفسير راهن السلوك الإسلامي الشيعي المعاصر في المجال العام، إلا بالعودة إلى محددات هذا السلوك، الذي نشأ في فترات التأسيس الأولى للإسلام، ونما وتشكل في عصور التقلبات والتحول
كتاب "ابتسامة في أسفل السلم" للكاتب الامريكي الشهير هنري ميللر ترجمه الى العربية ياسين طه حافظ. الكتاب يحتوي ثلاثة نصوصٍ تتأرجحُ بين الإبداع والدراما السّاخرة، الانتحار وقلب السُّخرية فعلاً جادّاً وملاحقة الأسئلة الصعبة بعد الموت.. وقد عرف عن هنري ميللر عدم رضاه عن الاتجاه الأدبي العام في الأدب الأمريكي. وبدأ تطوير نوع جديد من الرواية والتي هي عبارة عن خليط من القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعي والنظرة الفلسفية والتصوف، يجمع هنري بين نقيضين فهو يمتلك القدرة على التعبير الواقعي ثم لا ينعدم وجود أفكار خيالية في أدبه.